كانت زيارتي إلى مهرجان جرش للثقافة والفنون الـ39 هذا العام تجربة جديدة تُضاف إلى سلسلة من الذكريات الجميلة التي جمعتني بهذا المهرجان العريق، فقد شاركتُ فيه عدّة مرات في السنوات الماضية لكن هذه المشاركة كانت مميزة بشكل خاص؛ إذ ألقيتُ قصيدتين على مسرح الأطفال وسط جمهور من الأطفال والعائلات الذين جاءوا ليحتفلوا بالفن والكلمة.
منذ لحظة دخولي إلى موقع المهرجان شعرتُ كأنني أعود إلى بيتي الثقافي حيث تزدهر الكلمات وتُصغى الأصوات كان المسرح يرحّب بي من جديد وأنا أستعدُّ بحماس لتقديم ما في قلبي من حبٍّ وانتماء.
بدأت بقصيدتي الأولى وكانت عن الأردن بلدي العزيز الذي علّمني الفخر والعطاء تحدثتُ فيها عن أرضه الطيبة عن جباله وسهوله.. وعن شعبه الصامد والمحبّ.. والشيء المميز في الشعر أنني كتبته بنفسي وعبّرت عن الأردن الحبيبة بطريقتي الخاصة.. أما القصيدة الثانية فكانت عن فلسطين الأرض التي تسكن القلب والتي لا تغيب عن الوجدان مهما بَعُدنا عنها كانت الكلمات تخرج من أعماقي مليئة بالمشاعر الصادقة ومغلفة بحروف من الحنين والأمل.
رأيتُ في عيون الجمهور اهتمامًا وفرحًا وسمعتُ التصفيق يملأ المكان وشعرتُ بفخر كبير أنني استطعتُ أن أوصل كلمتي وأعبّر عن حبي لوطني وأرضي من خلال الشعر.
مشاركتي في مهرجان جرش ليست تجربة عابرة بل محطة متجددة من التعبير والنمو والإبداع لقد تعلّمتُ من كل مشاركة أن الشعر لا عمر له وأن الصوت الصادق يصل مهما كان صغيرًا.. وها أنا في كل مرة أشارك فيها أعود أقوى وأحمل معي حلمًا أكبر وقصيدة جديدة.
أعدكم أنني سأظل أكتب.. وسأظل أشارك.. لأن الشعر هو طريقتي في حبّ هذا العالم.