لم يعد العمل التطوعي حكرًا على النزول إلى الميدان أو الالتزام بالحضور في مؤسسات فقد ظهرت "منصات التطوع الرقمية" لتمنح الفرصة لكل شخص بأن يقدّم وقته ومهاراته من أي مكان وفي أي وقت، بضغطة زر واحدة.
هذه المنصات - سواء كانت تطبيقات أو مواقع إلكترونية - تعمل كحلقة وصل بين المتطوعين والجهات التي تحتاج إلى الدعم، فتُعرض الفرص التطوعية حسب الاهتمامات والمهارات، وتُحدد المهام بوضوح، بل وتُمنح شهادات إلكترونية توثق المشاركة ومن خلالها، أصبح بإمكان شاب في عمّان أن يُدرّس طالبًا في قرية نائية عبر الإنترنت، أو أن تساهم شابة في تصميم حملات توعية صحية من منزلها.
الميزة الأهم في هذه المنصات أنها كسرت حواجز الزمان والمكان، وفتحت الباب للفئات التي كانت تجد صعوبة في الانخراط بالتطوع التقليدي، كطلبة الجامعات، وربّات البيوت، والأشخاص ذوي الإعاقة، كما عززت مفهوم "المواطنة الرقمية"، وأثبتت أن المساهمة المجتمعية لا تتطلب دومًا تواجدًا ميدانيًا.
لكن رغم هذه الإيجابيات، تبقى التحديات قائمة، مثل الحاجة إلى التحقق من جودة الفرص المطروحة، وضمان التزام المتطوعين، وتوفير التدريب الكافي لهم ولهذا، يجب أن تعمل الجهات المنظمة على تطوير هذه المنصات بشكل مستمر، لتكون فعالة وآمنة.
منصات التطوع الرقمية لم تغيّر فقط شكل العمل التطوعي، بل وسّعت دائرته، وجعلته أقرب وأسهل وأشمل فالتطوع اليوم لم يعد
بحاجة إلى حقيبة سفر… بل يكفي اتصال بالإنترنت، ورغبة حقيقية بالعطاء.