يعد استبدال الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية عادة سنوية، أو حتى موسمية لدى كثير من الناس، لكن السؤال الذي لا يُطرح كثيرًا هو أين تذهب هذه الأجهزة القديمة بعد أن تنتهي صلاحيتها أو نستبدلها بأخرى أحدث؟ الجواب ليس بسيطًا، بل يكشف عن أزمة بيئية متفاقمة تُعرف باسم "القمامة الإلكترونية".
تشمل القمامة الإلكترونية كل ما يُرمى من أجهزة إلكترونية معطلة أو قديمة مثل هواتف، حواسيب، شواحن، بطاريات، وأجهزة منزلية ورغم أن هذه الأجهزة تحتوي على معادن ثمينة مثل الذهب والفضة، إلا أنها تحتوي أيضًا على مواد سامة كالرصاص والزئبق، والتي تُشكّل خطرًا كبيرًا على البيئة والصحة إذا لم تُعالج بشكل آمن.
في الأردن، كما في كثير من الدول النامية، لا يوجد حتى الآن نظام وطني فعّال لإعادة تدوير هذه النفايات وغالبًا ما ينتهي مصير الهواتف القديمة في أدراج المنازل، أو في مكبّات النفايات العامة، حيث تتحلل ببطء وتُطلق مواد خطيرة إلى التربة والمياه الجوفية، مما يؤثر سلبًا على البيئة والصحة العامة.
بعض الشركات العالمية بدأت بالفعل بإطلاق برامج استعادة الأجهزة القديمة مقابل خصومات أو خدمات، لكن وعي الأفراد والمؤسسات في الوطن العربي ما زال منخفضًا نسبيًا تجاه هذا النوع من القمامة، مقارنة بالقمامة المنزلية أو البلاستيكية.
الحل يكمن في نشر التوعية، وإطلاق حملات وطنية لتجميع الأجهزة الإلكترونية المستعملة، وإنشاء مراكز متخصصة لإعادة التدوير الآمن، كما يمكن للمدارس والجامعات أن تلعب دورًا رائدًا
في نشر ثقافة "التدوير الإلكتروني"، وتدريب الشباب على إعادة استخدام أو تفكيك الأجهزة بطريقة ذكية وآمنة.
هاتفك القديم قد يبدو بلا قيمة… لكنه إن تُرك دون معالجة، فقد يُكلف الأرض والإنسان أكثر مما تتخيل.