أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا ينفصل عن الحياة اليومية حيث يعتمد عليها الإنسان المعاصر في كل ما يقوم به من أنشطة، سواء في التواصل أو العمل أو الترفيه، ولم يعد استخدام الوسائل التكنولوجية مقتصرًا على فئة عمرية معينة بل امتد ليشمل الجميع كبارًا وصغارًا وفي البيوت والشوارع والمؤسسات.
منذ اللحظة التي يستيقظ فيها الفرد من نومه يتجه إلى هاتفه المحمول ليتفقد المكالمات الواردة والإشعارات المختلفة، ثم ما يلبث أن ينتقل إلى حاسوبه الشخصي ليبدأ يومه بالتواصل مع الأصدقاء أو متابعة المستجدات عبر المنصات الرقمية، حيث أصبحت هذه العادات الصباحية مألوفة إلى الحد الذي يصعب فيه الإستغناء عنها.
وفي الطريق إلى العمل ترافق التكنولوجيا الإنسان من خلال المصعد الكهربائي وأنظمة السيارات الحديثة المزودة بكاميرات وأجهزة ملاحة متقدمة، وعند الوصول يستمر الإعتماد على التكنولوجيا من خلال إستخدام الحواسيب والبرمجيات المخصصة لإنجاز المهام اليومية مع البقاء على اتصال دائم بالشبكة العنكبوتية والتطبيقات الذكية.
ومع نهاية يوم مليء بالضغوط تتجدد العلاقة مع التكنولوجيا داخل المنزل من خلال متابعة البرامج عبر الشاشات الذكية أو استخدام الإنترنت للتفاعل مع الآخرين أو ممارسة ألعاب الفيديو التي باتت وسيلة شائعة للهروب من رتابة الحياة، وهكذا يستمر الحضور التقني طيلة اليوم دون انقطاع وكأنه ظل لا يفارق صاحبه.
لقد جعل هذا الإعتماد المتزايد على التكنولوجيا في تغيير بعض أنماط العلاقات الإجتماعية والسلوك الإنساني، وعليه تراجعت اللقاءات الوجاهية لصالح المحادثات الرقمية وقلّ التواصل الحقيقي بين أفراد الأسرة نتيجة لإنشغال كل فرد بأعماله الإلكترونية الخاصة.
كما أثّرت التكنولوجيا في طريقة تفكير الإنسان وتعاطيه مع الواقع فبات يبحث عن السرعة والإختصار في كل شيء، وأصبح التفاعل اللحظي بديلاً عن التأمل والتخطيط.