تعتبر الحضارة الأموية إحدى أقدم الحضارات الإسلامية التي تركت وراءها إرثًا معماريًا وثقافيًا ثريًا في مناطق واسعة من الشرق الأوسط، ومن أبرز سماتها القصور الفخمة والمعالم التاريخية التي تروي قصص ملوكها وحكمهم.
في الأردن، توجد عدة قصور أموية وأماكن أثرية لا تزال بحاجة إلى اكتشاف وترويج أفضل، لتتحول إلى وجهات سياحية مميزة تجمع بين التاريخ والتراث والجمال.
الطريق السياحي "مسار الملوك"، يأخذ الزوار في رحلة إلى مواقع أثرية وقصور رائعة بناها الخلفاء الأمويون، مما يعكس الذوق الفني والمعمار الفريد لتلك الفترة، ومن بين هذه القصور، يظهر قصر عمرة في منطقة الأزرق كدليل حي على فن العمارة الأموية، إذ لا تزال جدرانه الحجرية وتفاصيل الزخارف الرائعة محفوظة.
بالإضافة إلى القصور، توجد على طول المسار آثار متنوعة مثل الحمامات الرومانية، والكنائس البيزنطية، والأسواق القديمة التي تعكس تاريخ التجارة والثقافة في تلك الحقب الزمنية.
توفر الرحلات عبر هذا المسار فرصة لاستكشاف حياة الملوك والعائلات الحاكمة، وكذلك التغيرات التي مرت بها المنطقة على مر العصور.
رغم أن هذا المسار يحتوي على إمكانيات سياحية كبيرة، إلا أنه لا يزال غير مستغل بشكل تام؛ بسبب ضعف البنية التحتية، وقلة الحملات الترويجية، وغياب برامج سياحية منظمة تقدم للزوار جولات تشرح التاريخ وأهمية المواقع.
تعمل السلطات المحلية والهيئات السياحية على تعزيز هذا المسار ليصبح وجهة شاملة تجذب السياح من داخل البلاد وخارجها، مع التركيز على تعزيز السياحة الثقافية والتعليمية، ودعم الاقتصاد المحلي وتنمية المجتمعات المجاورة.
تعد الرحلة عبر "مسار الملوك" أكثر من مجرد زيارة لأماكن تاريخية، فهي بمثابة اكتشاف لتاريخ عميق وحضارة غنية تلهم جميع من يمشي في هذا الطريق، ليكون لديهم فرصة للتعرف على ما يروي قصص المجد والسياسة والفن بأروع أشكاله.