رغم أن الأردن يشتهر بمواقعه التاريخية والأثرية مثل البترا ووادي رم إلا أن ما يغيب عن كثيرين هو وجود كنوز طبيعية وبيئية ساحرة ما زالت في طيّ النسيان ولم تنل حظّها من الاكتشاف أو الترويج هذه المناطق تُعدّ جزءًا أصيلًا من ثروة الأردن البيئية وتحمل إمكانيات كبيرة للسياحة البيئية والتنمية المستدامة.
من أبرز هذه الكنوز "غابات برقش" الواقعة في شمال المملكة والتي تتميّز بتنوّع نباتي وحيواني نادر وتُعدّ من آخر الغابات الطبيعية الكثيفة في الأردن ومع أنها تواجه تهديدات بيئية إلا أنها لا تزال موطنًا للعديد من الطيور والحيوانات البرية التي لا تُرى في مناطق أخرى لو حظيت هذه الغابات باهتمام بيئي وسياحي لأصبحت مقصدًا للباحثين ومحبي الطبيعة.
كذلك هناك منطقة "حمامات عفرا" جنوب الطفيلة وهي من أقدم وأغنى الينابيع المعدنية في المنطقة وتتميّز بمياهها الساخنة الغنية بالمعادن التي يُعتقد أن لها فوائد علاجية ومع ذلك تعاني المنطقة من ضعف البنية التحتية السياحية رغم إمكاناتها العلاجية والبيئية.
ولا يمكن تجاهل "وادي الزرقاء - ماعين" الذي يحتوي على شلالات وعيون ماء دافئة وسط تضاريس خلّابة هذه المنطقة غير معروفة على نطاق واسع لكنها مثال حيّ على الطبيعة الهادئة والنقية التي يمكن أن تتحوّل إلى وجهة سياحية مستدامة إذا ما أُديرت بشكل مدروس.
تكمن أهمية هذه المواقع في أنها لا تقدّم فقط جمالًا طبيعيًا بل تُمثّل ملاذًا للتنوّع البيولوجي وفرصة لخلق فرص عمل من خلال السياحة البيئية والزراعة المستدامة ومع تزايد التحديات البيئية مثل التصحّر والتغيّر المناخي يصبح الحفاظ على هذه الكنوز أولوية وطنية.
ختامًا آن الأوان لإعادة النظر في هذه الجواهر البيئية المنسية وإبرازها كجزء من هوية الأردن الطبيعية ليس فقط للحفاظ عليها بل لاستثمارها بطريقة تخدم المجتمع والبيئة معًا.