قلعة الكرك.. لها العديد من المسميات، كحصن الكرك أو "حصن الغراب" الذي سميت به بسبب قوته ومناعته، كما ذكر ذلك عنها العالم والرحالة الشهير ابن بطوطة في كتابه تحفة النظار، و تقع هذه القلعة في جنوب المملكة بمحافظة الكرك على بعد نحو ساعة من العاصمة عمان.
ويقال أن هذه القلعة بناها المؤابيين نسبة لمملة مؤاب وكانوا موجودين منذ نحو ثلاث آلاف سنة، ويقال كذلك أن الانباط استخدموا هذه القلعة لاحقا، وبقيت هذه القلعة تتناقل من قوم إلى قوم حتى جاء القائد الناصر صلاح الدين الأيوبي وسيطر عليها وأخذها من يد الصليبيين.
وبعد أن احتل الصليبيون القدس جاؤا إلى قلعة الكرك ووسعوها واستقروا فيها، بسبب موقعها الاستراتيجي، ووجودها على سفح جبل مرتفع تحيط به الوديان مما يجعلها محمبة ومحصنة، وبسبب وقوعها على الطريق من مصر إلى الشام وكذلك من الحجاز إلى الشام، حتى يسهل لهم اعتراض القوافل الاتية من مصر والحجاز وسلبها، قبل أن يقود القائد صلاح الدين جيوشه لتحرير القدس، ومن ثم التوجه لقلعة الكرك والسيطرة عليها ودحر الصليبيين.
قلعة صلاح الدين، وظلت قلعة الكرك تؤدي دورها الدفاعي في العصر الاسلامي لأن المسلمين اهتموا بالقلاع القديمة وعملوا على تقويتها والإضافة اليها بالزيادة والبنيان، ونستدل على ذلك من اهتمامهم بقلعة عمان التي بقيت تؤدي وظيفتها في فترة الحكم الأموي والعباسي والفاطمي.
ولعبت قلعة الكرك دوراً مهما في فترة الحروب الصليبية مع المسلمين، وأحكمت هي وقلعة الشوبك سيطرته على كل المسالك والدروب في منطقة شرق الأردن، كما تحكمت بحركة التجارة وقوافلها القادمة من مصر والجزيرة العربية والبحر الأحمر إلى بلاد الشام والعراق ومنعت أي وحدة بين مصر وبلاد الشام وشكلت خطراً على المقدسات الاسلامية في الحجاز فقد وصفها ابن فضل الله العمري بأنها كالهامة بالنسبة إلى بلاد الحجاز ومقدساتها الاسلامية.
وقال ابن بطوطة عنها "والوادي يطيف به من جميع جهاته وله باب واحد قد نحت المدخل إليه في الحجر الصلد" بالحديث عن منعتها وقوة تحصينها.
كما اجتمعت عليها المماليك وكان قد ولي الملك في ذلك الوقت بيبرس الششنكير، وهو الذي بنى الخانقاه البيبرسية بمقربة من خانقاه سعيد السعداء التي بناها صلاح الدين الأيوبي.