انتشر مؤخرًا في العديد من مدارس محافظة الطفيلة مرض الجدري ما أدى إلى إصابة عشرات الطلبة الذين تعطلوا عن دراستهم لأكثر من أسبوعين.
جدري الماء مرض "فيروسي" معدٍ، وهو عند إصابته للأطفال - في الغالب - تكون شدته يسيرة، وينال المريض منه مناعة دائمة في المستقبل.
أما عندما يصيب الكبار؛ فإن أعراضه تكون شديدة، وقد تصاحبه مشاكل في الجهاز التنفسي، وقد يسبب تشوها للجنين عندما يصيب الحوامل في أشهر الحمل الأولى.
وهو شديد العدوى عن طريق الرذاذ المنقول بالهواء أو التماس مع حويصلات وبثور المرض، وتتراوح فترة الحضانة 2- 3أسابيع.
وهذا المرض لا يسبب الوفاة إلا في الحالات التي تكون المناعة في أدنى درجاتها، وبالنسبة للتطعيم فمتوفر ولكنه لا يعطي مناعة كاملة إذ قد يصاب الطفل ولكن تكون أعراضه خفيفة وسريعة الشفاء.
وبالتأكيد داء العنقز ( داء المنطقة ، أو مرض الجديري المائي ) ليس أمرًا سهلًا، إن هذه البثور يمكن أن تسبب ألماً وحكة شديدة ولكن لحسن الحظ، سرعان ما تجف وتتقشر وغالبًا في خلال شهر تصبح النوبة بالكامل مجرد ذكرى غير ظريف.
ومع ذلك بالنسبة لبعض الناس، فإن داء العنقز ( داء المنطقة ) يمكن أن يتخذ مسارًا أطول في شكل ألم حاد أو حرقة أو وجع متواصل عند نهايات الأعصاب، وهذا ما يسمى الألم العصبي ما بعد الهرب، وهذا الألم العصبي يمكن أن يجعل الجلد شديد الحساسية لدرجة أن مجرد ملمس الملابس يصبح غير معقول وغير محتمل، في بعض الحالات يمكن أن يستمر هذا الألم لشهور أو لسنوات.
يمكن الوقاية منه بواسطة اللقاح الذي ثبتت فعاليته بنسبة حوالي 95٪، وينصح به كلقاح روتيني مع التطعيمات الروتينية الأخرى.
ويتم التطعيم بإعطاء جرعة واحدة للأطفال الذين أعمارهم من 12 شهراً حتى 12 سنة أما الكهول والكبار فيمكن إعطاؤهم جرعتين بينهما فاصل 4 أسابيع.
ويجب عزل الأطفال المصابين بالجدري المائي الموجودين في المستشفى في غرفة مجهزة بأجهزة الضغط السلبي لمنع دوران الهواء داخل المستشفى كما يجب إبعادهم عن مرضى ناقصي المناعة، وعدم إبقاؤهم في المستشفى .من غير ضرورة، ويمكن منع الطفل من الذهاب إلى المدرسة لمدة أسبوعين
غالبًا ما يترافق مع جدري الماء ارتفاع في الحرارة، الحكاك وهو أكثر أعراض جدري الماء ازعاجًا ونقص في الشهية، احتقان الأوعية الدموية في العينين زكام وعطس وألم في الحنجرة، وظهور طفح جلدي على شكل حبيبات تحتوي على سائل شفاف.
أما بالنسبة للعلاج فإنه في حال إصابة الأطفال يكون علاجه علاجًا للأعراض فقط، حيث يتم إعطاء الطفل حافظات الحرارة، ومضادات الحكة وفي حالة ظهور أعراض الالتهابات "الجرثومية" فقد يتم اللجوء إلى المضادات الحيوية.
أما بالنسبة للكبار؛ فان المريض يحتاج إلى المعالجة بعقار "الإسكلوفير" بالفم أو الوريد حسب شدة الحالة.
ولأن إصابة الأطفال هي إصابة يسيرة في الغالب؛ فليس من الضروري عزله عن بقية إخوته، خاصة أن احتمالية انتقال العدوى إليهم أصبحت عالية، بحكم أنه مختلط بهم قبل اكتشاف المرض على إنه يجب إبعاد المريض عن الحوامل اللاتي لم يصبن بالمرض من قبل، وكذلك عن الأطفال حديثي الولادة.