في منطقة خربة الوهادنة بمحافظة عجلون شمال الأردن توجد مجموعة نادرة من بيوت الطين والحجر التقليدية التي تُعدّ نموذجًا أصيلًا للعمارة المحلية القديمة وتشكل ضرورة للحفاظ على الهوية التراثية، تعود هذه البيوت إلى آلاف السنين إذ اكتُشفت بقاياها فوق آثار كنائس بيزنطية وفخار يعود إلى العصور البرونزية والبيزنطية والإسلامية.
تتميز هذه المساكن باتساع غرفها وانخفاض مساحة نوافذها وتُبنى من الحجر والطين المخلوط بالتبن أو الشعر الحيواني لزيادة المتانة والعزل كما أنها متلاصقة حول باحة داخلية مشتركة وبمدخل واحد محكم من الناحية الأمنية، وتتضمن مكوناتها: قاع البيت (المساحة الرئيسية) بيتًا لتخزين العلف وسدة الحطب ومصطبة مرتفعة للجلوس والنوم وحدات تخزين مثل: المطوى والرفوف الطينية التي تحفظ الطعام والأدوات.
ورغم قيمتها التراثية إلا أن العديد من هذه البيوت بات يهدّد السلامة العامة بسبب الإهمال والتحلل ما دفع الجهات المعنية للمطالبة بالحفاظ عليها أو إعادة تأهيلها كمراكز سياحية أو نُزل تراثي لجذب الزوار.
ويرى الباحثون أن تحويل هذه البيوت إلى مرافق سياحية يمكن أن يسهم في حماية التراث وتحفيز الاقتصاد المحلي من خلال تقديم تجربة فريدة للزائر مثل: سهرة تحت سقف طيني ولائم ضيافة تقليدية أو ورش حرف يدوية محلية داخل الموقع.
ومن بين الأنشطة السياحية في محيط هذه المنطقة مسارات تنزه مثل "مسار بيوت عجلون" المؤدي إلى بيوت الصابون والعسل والخط العربي ضمن محمية عجلون الطبيعية، هذه المسارات تربط الزائر بالأصالة الريفية وطبيعة الغابات الكثيفة على ارتفاع يتراوح بين 750–1100 متر وتوفّر أجواء معتدلة صيفًا وباردة خريفًا ويمكن للزائر شراء صابون زيت الزيتون وبسكويت العسل المحلي والمشاركة في صناعتهما داخل البيوت التقليدية.
باختصار، تُشكّل بيوت الطين في عجلون رحلة إلى ماضي الأردنيين وبصمة على حضارة الأرض وهي بُقعة مثالية لمحبي التاريخ والبيئة والثقافة المحلية.
إنّ التحول المدروس لهذه البيوت إلى أماكن تراثية أو مركز ثقافي يعزّز من قيمتها ويحولها إلى مقصد سياحي جذاب يدعم التنمية المستدامة ويحفّزها.