تبنى الحياة السعيدة والجميلة على عدة ركائز من أهمها: الغذاء الصحي، العلاقات الصالحة، الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية، والاتصاف بعدة صفات منها الإيجابية، التي تعد من الأساسيات لبناء حياة شبه مثالية. ويعاني الكثير من عدم عيش حياة هادئة لعدم قدرته على الاتصاف بالإيجابية، وهنا تكمن المشكلة، فما هي الإيجابية؟ وكيف تكون الإيجابية؟ وكيف يمكن للفرد أن يتصف بالإيجابية؟ ، وكيف يمكن أن يجعلها صفة أساسية بحياته؟
الإيجابية تمثل إحدى هذه الركائز الأساسية التي تفتح أبواب التفاؤل والأمل في الحياة، الإيجابية ليست مجرد شعور مؤقت بالسعادة، بل هي القدرة على رؤية الجوانب المشرقة في الحياة والتفاعل مع المواقف بروح متفائلة، وتعرف الإيجابية؛ بأنها التركيز على الجوانب المشرقة للأمور في أصعب الظروف، وذلك لا يعني تجاهل المشكلات والهروب منها، إنما مواجهتها بطرق عقلانية ومنطقية، ونخرج من هذه المشاكل راضين.
قد يختلف الناس في كيفية أن تكون إيجابيًا، إلا أن الإيجابية تكون من خلال التعلم من الدروس التي نتعلمها وعدم الشعور بالإحباط، ويمكن أيضًا البحث عن أشياء صغيرة تفعلها للشعور بإنجاز شيءٍ ما، مثل: التواصل مع الآخرين ومشاركة بعض المعلومات والأفكار يساعد على تجديد الطاقة الداخلية، ما يؤدي كل ذلك إلي تطوير نفسك والشعور بالراحة والإيجابية، على سبيل المثال لديك بعد يومين امتحان في مادة صعبة جدًا، وعادةً يقوم الطلاب بإحباط نفسه بالتعليقات السلبية، مثل: "أنا فاشل لن أتكمن من النجاح" أو "المادة صعبة جدًا ولن استطيع فهمها"، أو الحركة الأكثر شهرة هي مقارنة نفسك بالأخرين. ولكن التفكير الصحيح الذي يجب أن يُمشي على سياقه هو "قد لا تكون النتيجة السابقة جيدة، لكنها فرصة لمعرفة نقاط ضعفي وتحسينها" أو "المادة صعبة، لكنني سأقسمها إلى أجزاء صغيرة وأدرس خطوة بخطوة"، أو مثلًا "إذا درست بجد واستخدمت استراتيجيات جديدة، فسأحقق تحسنًا ملحوظًا".
هناك منا من يتصف بالإيجابية، وهي شيء أساسي من شخصيته ولا يمكن أن التخلص منها، لكن هناك جزء كبير منا لا يتصف بالإيجابية ولا يداوم عليها، لذا يمكن اتباع بعض الطرق التي يمكن أن تساعد الفرد للاتصاف بها، فمثلًا التدريب المستمر على الشعور بالإيجابية وإدخالها في جميع جوانب الحياة. إضافة إلى التحكم في الأفكار السلبية والعواطف السلبية وتحويلها إلى إيجابية. ودون نسيان، والاسترخاء والجلوس مع النفس.
الإيجابية هي صفة أساسية في حياة الإنسان؛ لأنها تساعده على مواجهة التحديات والصعوبات بروح متفائلة. فالشخص الإيجابي لا يستسلم للأوقات الصعبة؛ بل يبحث عن الحلول والفرص داخل كل مشكلة. هذه النظرة المتفائلة تساعده في الحفاظ على الصحة النفسية، إذ يشعر بالسلام الداخلي والامتنان لما لديه. كما أن الإيجابية تسهم في تحسين العلاقات مع الآخرين، إذ يبني الشخص علاقات قوية وصحية تساعده في الحصول على الدعم والمساعدة. من خلال التحفيز الذاتي والتكيف مع التغيير، يصبح الشخص الإيجابي أكثر قدرة على تحقيق أهدافه والنمو الشخصي، مما يجعل الإيجابية صفةً أساسية لحياةٍ أكثر نجاحًا وسعادة، وبفهم هذا الكلام والتعمق به يمكن لك بكل سهولة جعل الإيجابية صفة أساسية.
في الختام، تُعدُّ الإيجابية مفتاحًا رئيسيًا لتحقيق النجاح والتغلب على التحديات التي قد نواجهها في حياتنا. من خلال التفكير الإيجابي، نتمكن من تحويل الأزمات إلى فرص والنظرة المتفائلة إلى وقودٍ يدفعنا للمضي قدمًا نحو أهدافنا. فلنحرص على تبني هذا النهج في حياتنا اليومية، لأنه ليس فقط يعزز من رفاهيتنا النفسية والجسدية، بل يساعدنا أيضًا في بناء علاقات صحية ومثمرة مع من حولنا.