مسجد آيا صوفيا يعد من أهم الرموز التاريخية والسياسية والدينية في مدينة إسطنبول ، علاوة على انه أهم التحف الفنية والمعمارية في العالم.
تحولات كثيرة شهدها هذا المسجد على مر الزمان والعصور ، قصته العريقة بدات عام 532م حين أمر الإمبراطور البيزنطي، جستنيان الأول، ببناء الكنيسة في القسطنطينية (إسطنبول حاليا) ليثبت تفوقه على أسلافه الرومان بعمل فني معماري غير مسبوق حيث استغرق بناؤه 5 سنوات.
وحقق الإمبراطور هدفه، فقد كان البناءُ شديدَ الجمال،وتميز بوجود قبة مركزية كبيرة ونصف دوائر تحيط بصحن الكنيسة إضافة إلى استخدام الرخام بمختلف ألوانه، وتزيين الجدر الداخلية بفسيفساء من الذهب والفضة والزجاج والقرميد وأجزاء اخرى من الحجارة الملونة.
وشكل العام 1453م، منعطفًا هامًا في مسيرة تحولات "آيا صوفيا"، ففي ذلك العام سقطت القسطنطينية بأيدي العثمانيين بعد الانتصار على البيزنطيين، وقام السلطان العثماني محمد الفاتح بتحويل تلك الكنيسة إلى مسجد، وأدّى السلطان أول صلاة جمعة بعد دخوله للمدينة، وأمر بتغطية النقوش والرموز المسيحية، وبعد سنوات أضيفت رموز وسمات معمارية إسلامية مثل: المنبر والمحراب ومآذنه الأربعة، وكان يسمى حينها "الجامع الكبير" فقد كان لفترة طويلة الجامع الرئيسي في القسطنطينية.
وشهد هذا المعلم تحولا جديدا عام 1931م، عندما قام مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة ورئيس الجمهورية، بمنع المسلمين من الصلاة فيه ثم تحويله بعد ذلك بثلاث سنوات إلى متحف.
ومؤخرا (2020م) أصدر القضاء التركي قرارا بعودة "آيا صوفيا" مسجدا، واحتفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقرار.
ويوميًّا يصطف الزوار أمام بوابات المسجد بطوابير طويلة ليروا هذا الفن الحضاري العريق أو حتى تأدية الصلوات الخمس، لكن أثناء الصلوات يمنع الزوار الذين يكونون بغرض السياحة من التواجد في الأماكن المخصصة للصلاة، وقد أبدى السياح المحليون والأجانب اهتمامهم وإعجابهم بهذا المسجد،ولهذا يأتي الكثير من السياح إلى إسطنبول خصيصا لمشاهدة المسجد، حيث ذكرت بعض الإحصائيات أن زوار المسجد في عام 2022 بلغ 13 مليونًا و600 ألف زائر،وتتزايد أعداد الزوار مع مرور الوقت.
في رأيكم: أي مستقبل ينتظر هذا المعلم الفريد؟