في عصرٍ تتسارع فيه الابتكارات التكنولوجية أصبح التقدّم العلمي ركيزة أساسية في تطوير مجالات متعددة وعلى رأسها القطاع الصحي... ومن أبرز هذه الابتكارات "الروبوتات الطبية" وهي أجهزة ذكية تعمل ببرمجيات دقيقة صُمّمت لتقديم مهام طبية متنوعة بدءًا من إجراء الجراحات المعقّدة وصولًا إلى رعاية المرضى ونقل الأدوية داخل المستشفيات.
تتميّز هذه الروبوتات بقدرتها العالية على العمل بدقة وثبات ما يجعلها أداة مثالية في البيئات الطبية التي تتطلّب مهارة فائقة... فمثلًا تُستخدم الروبوتات الجراحية في العمليات الدقيقة كروبوت "دافنشي" الذي يمنح الجراح سيطرة كاملة على أذرع آلية تُجري الجراحة بأعلى درجات الدقة مع تقليل التدخّل الجراحي المباشر مما يُسرّع من تعافي المريض.
وفي مجال رعاية المرضى تُسهم الروبوتات المساعدة في دعم كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مساعدتهم في الحركة أو تناول الأدوية مما يُعزّز من استقلاليتهم وجودة حياتهم أما داخل المستشفيات فتبرز أهمية الروبوتات في توصيل الأدوية والمستلزمات الطبية بين الأقسام ما يُقلّل من العبء على الكوادر الصحية ويوفّر الوقت في ظل بيئات العمل المزدحمة.
ومع انتشار الأوبئة مثل فيروس كورونا ظهرت أهمية الروبوتات في تعقيم الغرف والمعدات الطبية بفعالية وأمان مما ساعد في الحدّ من انتشار العدوى والحفاظ على سلامة الطواقم والمرضى.
الروبوتات الطبية لا تُستخدم فقط لتسهيل المهام بل تُحدث تحوّلًا نوعيًا في طريقة تقديم الرعاية الصحية فهي تُقلّل من الأخطاء الطبية وتُسرّع عمليات الشفاء وتمنح الأطباء والممرضين فرصة للتركيز على الجوانب الإنسانية في تعاملهم مع المرضى.
ويتوقّع الخبراء أن يتوسّع دور الروبوتات في المستقبل ليشمل مجالات أوسع وأكثر تعقيدًا مثل تشخيص الأمراض بدقة باستخدام الذكاء الاصطناعي أو تقديم الرعاية المنزلية مما يفتح آفاقًا
جديدة لتحسين حياة الإنسان هذا التطوّر لا يعني الاستغناء عن الإنسان بل هو وسيلة تُعزّز من جودة العمل الطبي وتدفعه نحو المزيد من التقدّم والإنسانية.