حين ينادي الوطن أبناءه، يكون الجواب خدمةً وتضحيةً بلا حدود، خدمة العلم ليست مجرد واجب، بل هي تعبير صادق عن حب الإنسان لوطنه وانتمائه للأرض التي نشأ عليها.
أمر سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، بإعادة تفعيل خدمة العلم، لتعود هذه التجربة الوطنية لتشكل جزءًا من مسيرة الشباب الأردني وتُعزز شعورهم بالانتماء والواجب تجاه وطنهم.
خلال هذه المرحلة، يكتسب الشباب مهارات وصفات لا تُتعلم في الحياة اليومية العادية، مثل الانضباط، احترام الوقت، الالتزام بالأوامر، والعمل بروح الفريق، كما تُنمّي لديهم قوة الإرادة، الصبر، والشجاعة، وهي صفات تبقى معهم مدى الحياة.
ولا تقتصر خدمة العلم على التدريب العسكري فقط، بل هي مدرسة حقيقية للحياة، فهي تمنح الشباب القدرة على مواجهة التحديات، وتعزز ثقتهم بأنفسهم، وتجعلهم قادرين على الاعتماد على ذواتهم، هذا التدريب يصنع منهم أفرادًا قادرين على خدمة مجتمعهم في كل الظروف، سواء في وقت السلم أو الحرب.
وفي مرحلة الشباب، التي تتميز بالقوة والطاقة والحماس، يصبح أداء الخدمة الوطنية تجربة قيمة تُسخّر فيها هذه الطاقة لخدمة الوطن، فهي تعلم الانضباط، تحمل المسؤولية، وفهم قيمة التعاون والعمل الجماعي، لتُشكل منهم مواطنين ناضجين ومسؤولين في المستقبل.
خدمة العلم ليست مجرد واجب مؤقت، بل هي شرف يدوم طوال الحياة، فالمرحلة التي يقضيها الشاب في خدمة وطنه، هي المرحلة الذهبية التي تصنع منه إنسانًا قويًا، وطنيًا، وقادرًا على مواجهة
تحديات الحياة بثقة وإصرار، و لنفتخر جميعًا بأننا أبناء وطن لا يكتمل مجده إلا بسواعد شبابه.