أحدث الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في
العقدين الأخيرين ثورة كبيرة في صناعة السياحة، حيث أصبحا أدوات حيوية تسهم بشكل
فعّال في تطوير هذا القطاع وتعزيزه من خلال الإنترنت، وأصبح التخطيط للسفر أكثر
سهولة ومرونة، حيث يمكن للمسافرين البحث عن المعلومات، ومقارنة الأسعار، وحجز
الرحلات والإقامة بنقرة زر واحدة، أما مواقع التواصل الاجتماعي؛ فقد ساهمت في
تحويل الطريقة التي يتفاعل بها الأفراد مع تجارب السفر، من خلال مشاركة اللحظات
وتبادل التوصيات والمراجعات. 
وغَيّر الإنترنت جذريًا الطريقة التي نخطط بها
للسفر سابقًا، كان المسافرون يعتمدون بشكل كبير على وكالات السفر التقليدية لتنظيم
رحلاتهم وحجز أماكن الإقامة والرحلات الجوية، أما اليوم؛ فقد أصبح بالإمكان القيام
بكل هذه المهام من خلال المواقع الإلكترونية والتطبيقات المتخصصة، مثل: موقعي
"Booking.com"
و"Expedia"،
حيث توفر هذه المنصات للمسافرين مجموعة واسعة من الخيارات من حيث الأسعار
والمواقع، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على تقييمات وآراء الآخرين،
بالإضافة إلى ذلك؛ تسهل المواقع والمنصات البحث عن الرحلات وحجوزات الفنادق وتجارب
السفر المختلفة من خلال المقارنة الفورية للأسعار.
وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بشكل كبير على سلوكيات
المسافرين، مثل منصات: "Instagram" و"Facebook" و"TripAdvisor"، التي تتيح للمسافرين مشاركة تجاربهم
ومغامراتهم مع جمهور عالمي واسع، وهذه المشاركات قد تكون بمثابة مصدر إلهام لآخرين
حيث تدفعهم لاختيار وجهات جديدة لم يكونوا قد فكروا فيها من قبل، وذلك بسبب مشاركة
صور للمناظر الطبيعية الجميلة، أو مقاطع الفيديو المبهرة لرحلات المغامرة، أو حتى
النصائح التي يتبادلها المستخدمون حول أفضل الأماكن للزيارة، وكلها تلعب دورًا في
تحفيز الناس على السفر.  
من جهة أخرى، تعتبر التقييمات والمراجعات على هذه
المنصات ذات تأثير كبير على اختيارات المسافرين، وغالبًا ما يعتمد الأفراد على
تقييمات الآخرين لاتخاذ قرارات بشأن الفنادق والمطاعم والأنشطة السياحية، على سبيل
المثال؛ قد يتجنب المسافر حجز إقامة في فندق معين بناءً على مراجعة سلبية من مسافر
آخر، في حين قد يتشجع على زيارة وجهة معينة بناءً على توصيات إيجابية.
الشركات السياحية
أيضًا استفادت من الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز خدماتها وجذب المزيد
من العملاء، وتستخدم وكالات السفر والفنادق والمطاعم أدوات التسويق الرقمي للترويج
لعروضها واستهداف شرائح معينة من الجمهور بناءً على اهتماماتهم وسلوكهم عبرالإنترنت، من خلال الإعلانات الممولة على "Google"
و"Facebook"
وتستهدف بشكل مباشر المسافرين المحتملين، ما يزيد من فرص جذب العملاء. كما أن
استخدام المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي من الذين يشاركون تجاربهم الحقيقية
مع جمهورهم الواسع، قد أثبت فعاليته في جذب المزيد من السياح.
وأثر الإنترنت ومواقع
التواصل الاجتماعي في صناعة السياحة بطرق عديدة، مما جعل تجربة السفر أكثر سهولة
وإثارة، حيث بات الإنترنت يقدم الأدوات التي يحتاجها المسافرون للتخطيط لرحلاتهم
بشكل مستقل، بينما تلهم وسائل التواصل الاجتماعي الناس لاستكشاف العالم بطرق
جديدة.