يُعد خلع الورك الخلقي، أو ما يُعرف
بخلع الولادة، من الحالات الطبية التي تؤثر على مفصل الورك عند الأطفال حديثي
الولادة، في هذا المقال نسلط الضوء على أسباب هذه الحالة، وأعراضها، وطرق العلاج
المختلفة، مع التأكيد على أهمية الكشف المبكر لضمان العلاج الناجح.
يحدث خلع الورك الخلقي نتيجة مشكلة في
مفصل الورك الذي يربط بين عظم الفخذ وعظم الحوض، ويُصنَّف على أنه أحد التشوهات
الخلقية الشائعة بين الأطفال، يمكن أن يتطور هذا الخلل أثناء وجود الطفل في رحم
الأم أو خلال السنة الأولى بعد الولادة، وغالبًا ما يتم اكتشاف هذه الحالة أثناء
الفحص السريري الروتيني الذي يجريه الطبيب للطفل بعد ولادته، مما يتيح التدخل
المبكر لزيادة فرص التحسن والتعافي.
تختلف درجات خلع الورك الخلقي، حيث
يمكن أن يكون الخلع كاملاً، أي أنه لا يوجد تلامس بين رأس عظم الفخذ والحوض، أو
خلعًا جزئيًا يحدث فيه تلامس جزئي، كما قد يكون المفصل غير مستقر، مما يعني وجود
قابلية لحدوث خلع جزئي أو كامل عند تحريك المفصل بطريقة معينة.
لحسن الحظ، يمكن علاج خلع الورك
الخلقي بفعالية باستخدام وسائل غير جراحية إذا تم التشخيص في الوقت المناسب، إن
أحد أبرز هذه الوسائل هو جهاز "بافليك"، المصمم للأطفال الذين تقل
أعمارهم عن ستة أشهر، ويعمل هذا الجهاز على تثبيت الوركين في موقعهما الصحيح، مما
يساعد على تطور المفصل بشكل طبيعي، كما يُنصح بارتدائه بشكل مستمر لمدة تتراوح بين
6 إلى 12 أسبوعًا، ثم يُستخدم بشكل جزئي أثناء الليل فقط لمدة 4 إلى 6 أسابيع
إضافية.
يتكون جهاز "بافليك" من
قسمين رئيسيين: القسم العلوي، الذي يتم تركيبه على جسم الطفل، والقسم السفلي، الذي
يُوضع تحت الوركين، يتم توصيل الجزأين بواسطة آلية تسمح بحركة الوركين بحرية وبشكل
طبيعي، مما يساهم في تقليل الضغط على المفصل ويساعد على إعادة الورك إلى مكانه
الصحيح.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية لخلع الورك
الخلقي:
اختلاج الورك: يحدث تحرك غير كامل
لمفصل الورك من موضعه الطبيعي.
انزلاق الورك: يتميز بخروج جزئي لرأس
عظم الفخذ عن موضعه في الحوض.
اختلاج مستمر: وهو وجود قابلية لحدوث
خلع جزئي أو كامل عند تحريك المفصل بطرق معينة.
من المهم أن يكون الأهل على دراية
بأعراض خلع الورك الخلقي وأهمية الكشف المبكر، وذلك لضمان تقديم العلاج المناسب في
الوقت المناسب، مما يساهم في تعزيز فرص التعافي الكامل ونمو الطفل بشكل سليم وصحي.