أصبحت سماعات الرأس جزءً أساسيًا في حياة الكثيرين، سواء للاستماع إلى الموسيقى أو إجراء المكالمات أو مشاهدة الفيديوهات، ورغم فوائدها وسهولة استخدامها، إلا أن هناك مخاطر صحية حقيقية لاستخدامها بشكل مفرط خاصة فيما يتعلق بالسمع يؤدي الاستخدام الخاطئ أو المفرط لسماعات الأذن إلى أضرار قد تكون دائمة على السمع، وهذا الأمر أصبح مصدر قلق كبير لدى المختصين.
تعمل سماعات الأذن عن طريق توصيل الصوت مباشرة إلى الأذن الداخلية، مما يعني أن الصوت يصل إلى الأذن بقوة أعلى بكثير مقارنةً بالسماعات العادية عند الاستماع لمستوى صوتٍ مرتفع لمدة طويلة، تتعرض الأذن الداخلية، وخاصة الخلايا الشعرية الدقيقة في القوقعة، لضغط كبير قد يؤدي إلى تلفها هذه الخلايا لا يمكن أن تتجدد، مما يعني أن التلف الذي يحدث فيها قد يكون دائمًا، وقد يؤدي إلى ضعف السمع أو فقدانه على المدى الطويل، ويُوصي الخبراء بعدم رفع مستوى الصوت لأكثر من 60 من مستوى الصوت الأقصى، وألا يستمر الاستماع لمدة تزيد عن ساعة متواصلة دون أخذ استراحة.
قد يكون من الصعب ملاحظة تأثير سماعات الأذن على السمع في البداية، حيث يتطور فقدان السمع عادةً بشكل تدريجي كثير من الناس لا يدركون أنهم يعانون من مشاكل سمعية إلا بعد فوات الأوان، عندما يصبح الضرر غير قابل للإصلاح، وفقدان السمع التدريجي يعني انخفاض القدرة على سماع الأصوات العالية أو القدرة على تمييز الكلمات بوضوح، وقد تتفاقم هذه الحالة إذا استمر الفرد في استخدام السماعات بشكل مفرط.
إلى جانب التأثيرات الصحية، يمكن أن يؤثر فقدان السمع على الجوانب النفسية والاجتماعية للفرد، والأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع غالبًا ما يشعرون بالعزلة الاجتماعية وصعوبة التواصل مع الآخرين كما يمكن أن يؤدي ضعف السمع إلى مشاكل نفسية مثل التوتر والاكتئاب بسبب الشعور بالعجز وفقدان القدرة على التفاعل الطبيعي مع البيئة المحيطة.
لتجنب المخاطر الناتجة عن استخدام سماعات الأذن، يُنصح بالالتزام ببعض الإرشادات، أولًا يجب تجنب رفع مستوى الصوت إلى أقصى حد، ويفضل الالتزام بمستوى متوسط أو منخفض، ثانيًا يُنصح باستخدام سماعات أذن تحجب الضوضاء الخارجية، مما يتيح للفرد الاستماع بوضوح دون الحاجة إلى رفع مستوى الصوت، كذلك يُفضل أخذ فترات راحة عند الاستماع لفترات طويلة، لتمكين الأذن من استعادة حالتها الطبيعية، كما يُنصح بإجراء فحوصات دورية للسمع للتأكد من سلامة الأذن واكتشاف أي مشكلة مبكرًا.
تشكل سماعات الأذن خطرًا حقيقيًا على السمع إذا لم تُستخدم بحذر، خاصةً مع زيادة الاعتماد عليها في الحياة اليومية من الضروري أن يكون الأفراد على وعي بهذه المخاطر وأن يتبعوا إرشادات الاستخدام السليم للحفاظ على صحة السمع وتجنب الأضرار الدائمة.