بين نكهته المميزة وفوائده الصحية، يحتفظ الزعتر البري بمكانة راسخة في وجدان الأردنيين، جامعًا بين التراث والطبيعة، ومتربعًا على عرش الأعشاب البرية في المطبخ والطب الشعبي.
يُعد الزعتر البري من أبرز الأعشاب العطرية التي تنمو في المناطق الجبلية والصحراوية في الأردن، حيث يشكّل عنصرًا أساسيًا في الثقافة الغذائية والدوائية المحلية، فقد ارتبط اسمه بالأرض والموروث الشعبي، حاملاً معه رائحة الطبيعة ونكهة الأصالة.
يستخدم الزعتر البري في المطبخ الأردني منذ أجيال، سواء مع زيت الزيتون في الإفطار، أو ضمن التوابل التي تضفي طعمًا مميزًا على الأطباق التقليدية، وإلى جانب حضوره في الطعام، يُعرف الزعتر بدوره الفعّال في الطب الشعبي، بفضل خصائصه العلاجية المتنوعة.
رغم كونه نباتًا بريًا ينمو طبيعيًا، إلا أن الزعتر يُزرع تجاريًا في بعض المناطق، ما يجعله مصدر رزق لعدد من المزارعين، ويمنحه قيمة اقتصادية تضاف إلى قيمته الصحية والثقافية.
ويتميز الزعتر بخصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، ما يجعله مفيدًا في علاج مشاكل الجهاز التنفسي مثل السعال والتهابات الحلق والبلغم، كما يُستخدم لتقوية المناعة، وتحسين الهضم، وتخفيف التوتر والقلق، وتقوية الذاكرة، بفضل احتوائه على مضادات أكسدة ومواد فعالة.
وفي ظل هذه الفوائد المتعددة، يظل الزعتر البري الأردني رمزًا للثراء الطبيعي، وعنصرًا متجددًا في الحياة اليومية، يعكس علاقة الإنسان بالأرض، ويجسد حضور الطبيعة في تفاصيل المطبخ والصحة على حد سواء.