عندما نسمع كلمة "بيئة" قد يتبادر إلى أذهاننا منظر الأشجار الخضراء أو نسيم الهواء العليل، لكن مفهوم البيئة أوسع بكثير من تلك الصورة التقليدية.
فالبيئة تشمل كل عنصر يحيط بنا ويؤثر فينا من الهواء والماء إلى التربة والكائنات الحية، بل وحتى ما ننتجه من نفايات وما نستهلكه من موارد، فهي منظومة متكاملة تعتمد حياتنا عليها، وتتطلب وعينا وحرصنا للحفاظ على توازنها واستدامتها.
ففي السنوات الأخيرة، باتت إشارات الخطر واضحة للعيان من تكدّس النفايات وجفاف بعض مصادر المياه وتغير المناخ بوتيرة أسرع مما كنا نتخيل وما يؤلم أكثر، أن معظم هذه التغيّرات لم تحدث من تلقاء نفسها بل نحن السبب.
نُهدر الماء كما لو أنه لا ينفد، نستخدم البلاستيك وكأن البيئة قادرة على تحمّل نتائجه إلى الأبد، ونتصرّف أحيانًا بلا اكتر وكأن الكوكب ليس بيتنا.
لكن رغم خطورة الوضع الحل ليس معقدًا أحيانًا فكل ما نحتاجه هو قليل من الإنتباه والوعي، أن نرمي القمامة في مكانها أن نغلق صنبور الماء جيدً، أن نُطفئ الإنارة عند مغادرة الغرفة وأن نفكر مرتين قبل شراء شيء بلا فائدة هذه التفاصيل رغم بساطتها إلا أنها قادرة على إحداث فرق حقيقي لو التزمنا بها بصدق.
الأرض ليست فندقًا نقيم فيه لفترة ونغادر نحن لسنا زوّارًا نحن أصحاب هذا البيت وإن لم نهتم به الآن، فقد لا يكون هناك "غد" نعتذر فيه، البيئة مسؤوليتنا جميعًا والوعي يبدأ بخطوة بسيطة من كل واحد فينا.