في أحد أيام الصيف الحارة كانت الشمس ترسل أشعتها بلا رحمة والشوارع تكاد تذوب من شدّة الحر.
في زاوية من السوق القديم وقف سليم ذو الأربعة عشر عامًا يحمل على كتفه صندوقًا خشبيًا مليئًا بزجاجات الماء البارد، ولم يكن يبيع الماء فقط
بل يوزع ابتسامة صافية مع كل زجاجة وكأنها تروي العطش والروح معًا .
كان سليم يعرف أن بيع الماء ليس مجرد عمل لكسب القليل من المال بل هو رسالة صغيرة للرحمة، كلما رأى عامل بناء متعب أو مسنًّا يجر خطواته ببطء كان يمد إليه زجاجة الماء أحيانًا بلا مقابل إذا لم يكن لدى الشخص أي نقود.
ذات يوم مرّ رجل مسنّ كان يعمل في إصلاح الطريق، وجهه متعب ويداه مشققتان من العمل، مدّ يده في جيبه فلم يجد ما يكفي فابتسم سليم وقال : اشرب يا عم الماء هدية اليوم، أخذ الرجل الزجاجة والدموع في عينيه وهمس : بارك الله فيك يا بني ما فعلته لن أنساه ما حييت .
لم يكن سليم يعرف أن هذه الكلمات البسيطة ستكون بداية تغيير في حياته فقد كان الرجل أبًا لصاحب متجر كبير وعندما عرف القصة عرض على سليم فرصة للعمل بعد المدرسة وتكفّل بدفع تكاليف دراسته كاملة، ومنذ ذلك اليوم أدرك سليم أن الخير الذي نقدمه حتى لو كان صغيرًا مثل زجاجة ماء بارد يمكن أن يعود إلينا أضعافًاً في الوقت الذي لا نتوقعه .
الدروس المستفادة : لا تستهن أبدًا بفعل الخير فربما تكون قطرة ماء في يوم حار هي بداية نهر من الأمل في حياتك. .