النوم
هو أحد العوامل الحيوية التي تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان، ويلعب النوم دورًا
رئيسًا في دعم وظائف الجهاز المناعي.
الجهاز
المناعي هو النظام الدفاعي للجسم، حيث يعمل على مكافحة الأمراض والعدوى، ولفهم العلاقة
بين النوم والجهاز المناعي، يجب التركيز على كيفية تأثير النوم على العمليات
البيولوجية المرتبطة بحماية الجسم من العوامل الخارجية الضارة.
عندما
ينام الإنسان، تحدث عدة عمليات في الجسم تُسهم في تعزيز المناعة أثناء النوم، ويُنشط
الجهاز المناعي ويقوم بإطلاق عدد من الخلايا المناعية، وهذه المواد مهمة جدًا في
مكافحة الالتهابات والبكتيريا والفيروسات على سبيل المثال،: البروتينات يتم
إنتاجها خلال فترات النوم العميق وتلعب دورًا مهمًا في الاستجابة المناعية عند نقص
النوم أو عدم الحصول على قسط كافٍ منه، ويقل إنتاج هذه البروتينات، مما يضعف قدرة
الجهاز المناعي على محاربة الأمراض، فالأشخاص الذين لا يحصلون على ساعات كافية من
النوم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى مثل نزلات البرد.
من
المعروف أن قلة النوم أو النوم غير الكافي يؤثر بشكل سلبي على الجهاز المناعي، وتشير
الدراسات إلى أن النوم لأقل من 7-8 ساعات يوميًا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعدوى
وضعف الاستجابة المناعية، كما أن النوم القليل يزيد من مستويات هرمون الكورتيزون
في الجسم، وهو هرمون مرتبط بالإجهاد، والمستويات المرتفعة من هذا الهرمون تقلل من
فعالية الجهاز المناعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض والالتهابات المزمنة.
هناك
نوعان من المناعة في جسم الإنسان: المناعة الفطرية، وهي الدفاع الأول ضد الأمراض،
والمناعة التكيفية، التي تتطور مع الوقت وتتأقلم في كيفية مواجهة التهديدات بناءً
على التعرض السابق لها، والنوم يؤثر على كلا النوعين من المناعة.
والنوم
الكافي يساعد الجهاز المناعي الفطري على مكافحة العوامل الضارة فور دخولها الجسم،
بينما يساهم في تعزيز ذاكرة المناعة التكيفية، مما يساعد الجسم على التعرف على
الميكروبات التي سبق أن تعرض لها.
ولتحسين
جودة النوم والتي تنعكس على تعزيز الجهاز المناعي، ينصح باتباع بعض العادات
الصحية، مثل: تنظيم مواعيد النوم، وتجنب المنبهات مثل الكافيين قبل النوم، والحد
من التعرض للضوء الأزرق الناتج عن الأجهزة الإلكترونية.
 يمكن القول إن النوم يلعب دورًا حيويًا في دعم
الجهاز المناعي، من خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد، إذ لا يساعد فقط في
الشعور بالراحة، بل يساهم أيضًا في تعزيز القدرة الدفاعية للجسم، مما يقلل من خطر
الإصابة بالأمراض ويحسن من استجابة الجسم للعدوى.