حقق الشاب أحمد السفاسفة من لواء بصيرا بمحافظة الطفيلة إنجازًا مميزًا بنسخ القرآن الكريم بخط النسخ العربي / النسخة المدنية، بعد جهدٍ دؤوبٍ استمرّ عامين ونصف.
وعبّر السفاسفة عن مشاعره الغامرة بالفرح والسعادة لإنجاز هذا العمل، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم معجزة رب العالمين لما يحتضنه من  الدلائل الكونية وعظمة الله في خلق السماوات والأرض .
وأكد السفاسفة في تصريح صحفي  أن رحلة نسخ القرآن الكريم كانت رحلةً إيمانيةً بامتياز، حيث علّمته الصبر والجلد والمثابرة، وعرّفته بجماليات الخط العربي وروحانيات  آيات القرآن الكريم ، إذ عشق القرآن  من خلال رسم الكلمات القرآنية  الكريمة ، وتوفيق  وهداية من الله تعالى ، فيما استمرت رحلته بكتابة القرآن الكريم   عامين ونصف وجد فيها السهر والتعب ،  واستشعر خلالها حال الصحابة  الكرام في بدايات نزول الوحي  بالقرآن  المبارك  والذين قاموا بنسخ القرآن الكريم وسط ظروف صعبة على   ورق  الشجر ، و صفائح الحجارة . والأقتاب وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير.
 وأضاف لقد عشت مع نسخ آيات القرآن الكريم أجمل الأيام والأوقات واللحظات ، مشيرًا إلى أن النسخة المخطوطة للقرآن الكريم  بخط يده تميزت بدقةِ الخطّ وإتقانه، مع مراعاةِ جميعِ قواعدِ الخطّ العربيّ وجمالياتِه،  باستخدمَ قلمَ الحبرِ الجافّ وورقَ A3. 
ووجه السفاسفة رسالةً للشبابِ حثّهم فيها على الإبداعِ والتميّزِ في مختلفِ المجالاتِ، وخاصّةً في مجالِ الخطّ العربيّ ونسخِ القرآن الكريم، وإنه على استعداد لإرسال نسخة من المصحف المفرغ للخطاطين الراغبين بنسخ القرآن الكريم لتسهيل مهمة النسخ لديهم.
وقال السفاسفة وهو معلم مادة الجغرافيا في مدرسة بصيرا  إن الفكرة جاءت خلال تصفحه لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث شاهد صفحة للخطاطين العرب يبدعون في تخطيط آيات القرآن الكريم، ومن هنا جاءت الفكرة .
  يؤكد السفاسفة البالغ من العمر 31 عاماً  إن التركيز مطلوب في هذه المهمة لأنه ممنوع الخطأ فيها.
وقال لقد واجهتني  العديدَ من التحدياتِ خلالَ رحلةِ نسخِ القرآنِ الكريمِ، من أهمّها صعوبةُ الخطّ العربيّ ودقةُ الخطّ وطولُ المدةِ. لكنّني  تغلّبَت  على هذهِ التحدياتِ بفضلِ  الصبر والمثابرة  والإيمان بقدرةِ الله تعالى.
و يأمل السفاسفةُ لعرضِ النسخةِ المخطوطةِ للقرآنِ الكريمِ في معرضٍ خاصٍّ، كما يطمح لتعليمِ الخطّ العربيّ للشبابِ الراغبينَ في تعلّمهِ.
بدوره عبر  مدير ثقافة محافظة الطفيلة، الدكتور سالم الفقير عن تقديره الكبير لجهود السفاسفة في إنجاز هذا العمل المبارك، واصفاً إياه بالإنجاز العظيم الذي يُساهمُ في نشرِ ثقافةِ حبّ القرآن الكريم وتلاوته.
وأكد الدكتور الفقير على دور وزارة الثقافة في دعمِ الخطّ العربيّ ونسخِ القرآن الكريم، من خلالِ تنظيمِ المسابقاتِ والفعالياتِ المختلفةِ التي تُشجّعُ الشبابَ على الإبداعِ في هذا المجالِ.
وأشاد عدد من الخطاطين  بإنجاز الشاب  السفاسفة  بنسخ القرآن الكريم بخط النسخ العربي / النسخة المدنية، بعد جهدٍ دؤوبٍ ،  إذ قال الخطاط  وليد الشافعي أنه جهد رائع ومميز لافتا الى أنه هذا عمل عظيم لا يقوى عليه الكثير من محبي الخط.
وأضاف " لقد تشرفت بمتابعة وتدريب  أحمد على الحروف المفردة واتصالاتها وبعض الفنيات في كتابة الحروف ، وبعدها اجتهد وبدأ بكتابة النصوص الطويلة إلى أن وصل إلى كتابة المصحف الشريف".
وقال الخطاط الدكتور رفعت البوايزه "أهنئ  السفاسفة على جهده المقدر في كتابة هذه النسخة المكرمة من القرآن الكريم دستور أمتنا الخالد، وهذا العمل يُظهر حرص أحمد ومثابرته وإخلاصه لكتابة كلام الله تعالى والعناية به".
من جانبهم كرم رئيس وأعضاء مجلس محافظة الطفيلة ،  الشاب السفاسفة لما حققه من إنجاز بنسخ القرآن الكريم بخط النسخ العربي ،  إذ بين رئيس المجلس فايز السفاسفة ،  دور المجلس في دعم المبدعين الشباب من أبناء الطفيلة بمختلف مجالاتهم.