تُعاني أغلب الدُّوّل العَرَبيّة مِن تَدنّي مُستوى الإنتاج الحَيوانيّ والإنتاجيّة لِعدّة أسباب أبرزها، الجَفاف حيث يُعتَبَر مُشكلة خَطيرة في منطقة الشّرق الأوسط، فمُعظم البُلدان العَربيّة قاحِلة أو شِبه قاحلة، وجافّة وشِبه رَطبة، وليست مُناسِبة للإنتاج الحَيوانيّ.
وتعتبر الثّروة الحَيوانيّة هي المَواشي وحَيوانات المَزرعة باستِثناء الدّواجن، وتشمل هذه الفِئة بشكل رئيسي على الأبقار والأغنام والماعِز والخُيول والحَمير، ويعود السّبب في ضرورة الاهتِمام في الثّروة الحيوانيّة إلى السّعي لتحقيق الأمن الغِذائيّ الذّي أصبح قَيد التّهديد نتيجةً لِتغيُّر المناخ.
وتفرض ارتفاع دَرجات الحَرارة السّائدة في المنطقة ونقص المياه ضُغوطاً على الحيوانات، وعندها تستهلك الحيوانات طاقة إضافيّة إذا أرادت الحِفاظ على توازُنها الحراريّ، فينتُج عن هذا كفاءة إنتاج مُنخفضة لِطاقة التّغذيّة للعمليّات الإنتاجيّة ضَعف القُدرة الإنتاجيّة مَع استمرار تزايُد عدد السُّكّان.
وعندها يؤدّي ذلك إلى زِيادة الطَّلب على اللُّحوم ومُنتجات الألبان، وبالمُقابل عدم القُدرة على تلبية هذه الاحتياجات لقلّة الوارِدات، ويعود سبب ذلك إلى التّغيُّرات الموسميّة في إمدادات العلف، فعندما يكون هُناك تبايُن كبير في إمدادات الأعلاف ستظهر تقلُّبات ملحوظة في مُعدّل زِيادة وزن حيوانات الرَّعي، ممّا يُؤدّي إلى انخِفاض الإنتاجيّة وضَعف جَودة المُنتَجات الحَيوانيّة.
كما أنّ تغير أنماط الاستِهلاك وأساليب الحَياة دوراً كَبير في زِيادة الطّلب عَلى الغذاء، وأيضاً تسريع تدهور الأراضي في هذا الصّدد، بالإضافة إلى زيادة الفقر في المناطق الرّيفيّة، والهِجرة مِن الرّيف إلى الحَضَر، وارتِفاع أسعار المَواد الغِذائيّة.
وفي حال ظهور أمراض لتلك الحيوانات، يُؤدّي تدنّي التّغذية الحيوانيّة إلى خسائر عالية في الإنتاجيّة الحيوانيّة، حَيثُ أنّ تنمية قِطاع الثّروة الحيوانيّة مُقيّد بشكل خَطير بِعبىء أمراض الحيوانات المُعدية مِثل الالتِهاب الرّئويّ الجنبيّ البقريّ المُعدي، وطاعون المُجترّات الصّغيرة، ومرض الحُمّى القلاعيّة، حيث تُساهم هذه الأمراض في تقليل القدرة على تحقيق الاكتِفاء الذّاتيّ مِن البروتينات الغِذائيّة.
كما تخلق مُعوّقات كبيرة أمام التّجارة الوطنيّة والإقليميّة والدُّوليّة في الثّروة الحيوانيّة، بالإضافة إلى تأثير النّقل السّيء للحيوانات على الإنتاجيّة، فَبعد تتبُّع الماشية لمسافة طَويلة جِداً قَد يكون هُناك رِبح ضَئيل مِن مبيعاتِها بسبب انكِماش الوزن، كَما يُمكن أن يكون نِظام حِيازة الأراضي مُثبّطاً إضافِيّاً لِمشاريع الثّروة الحيوانيّة التّي مِن المُحتَمل أن تكون ناجِحة حيثُ سَيتعيّن على العديد مِن المالِكين رعي حيواناتهم في أراضي غَير أراضيهم