تُعتبر مرحلة التوجيهي في الأردن إحدى المراحل التعليمية الحاسمة التي
تعمل على تحديد مستقبل الطالب العلمي، فنجاحه في هذه المرحلة يحدد دخول الجامعة أو
التخصص الذي يرغب فيه، وبالتالي تُشكّل تحديًا كبيرًا وأهمية خاصة في حياة الطالب،
حيث يعتقد الكثيرون أن التميز في هذه المرحلة يعدّ الباب الأساسي لمستقبل أكاديمي
ومهني مزدهر، ما يجعلها موضع اهتمام كبير لدى الطلاب وعائلاتهم على حد سواء.
لكن، على الرغم من أهمية هذه المرحلة، نجد أن هناك ضغطًا اجتماعيًا
مبالغًا فيه يُمارس على طلاب التوجيهي في الأردن، لدرجة أنّ المجتمع الأردني أصبح
يتعامل مع هذه المرحلة كأنها امتحان حياة أو موت. والطلاب يشعرون أن نجاحهم أو
إخفاقهم في التوجيهي سيُحدد مكانتهم في الأسرة والمجتمع، ما يُضيف عبئًا نفسيًا
وعاطفيًا قد يؤثر سلبًا على أدائهم.
في كثير من الأحيان، تتعامل العائلات الأردنية مع الطالب في مرحلة
التوجيهي على أنه طفل حساس يحتاج إلى حماية شديدة، ويُحيطونه بالاهتمام والرعاية
لدرجة قد تجعل الطالب يشعر وكأن مستقبله يعتمد بشكل كامل على هذا الامتحان فقط؛
وإذا لم يحصل الطالب على المعدل المطلوب أو لم يُحقق النجاح الذي تطمح إليه
الأسرة، يتخذ هذا الإخفاق بُعدًا كبيرًا، فيحزن الجميع وكأنّه "عزاء"،
ويبدأ التوتر في تزايد بشكل يضاعف الضغوط على الطالب.
هذا الضغط الهائل يؤدي أحيانًا إلى نتائج عكسية؛ إذ يعاني العديد من
الطلاب من القلق والتوتر الزائد، ويشعرون بعدم الاستقرار النفسي، مما يؤثر على
قدرتهم على التركيز في الدراسة أو اجتياز الامتحانات بأداء عالٍ.
إن هذه المرحلة ليست نهاية المطاف، فالعديد من الطلاب قد لا يحققون
المعدل المطلوب، ولكنهم ينجحون في مسارات مهنية أو أكاديمية مختلفة.