ماذا لو لم نتمكن من التفاعل الاجتماعي أو الاتصال اللفظي وغير اللفظي؟ ماذا لو لم تتمكن أدمغتنا من معالجة
  البيانات؟ هل هناك شيء كهذا أصلا؟ نعم يوجد، لكنه ليس بمرض وإنما هو اضطراب نفسي يصيب الشخص في سن مبكرة وهو ما يسمى باضطراب "التوحد".
لذا يمكن تعريف التوحد بإنه اضطراب تطوري يؤثرعلى التفاعل الاجتماعي والاتصال والسلوك، ويُعتبر الأشخاص الذين يعانون من التوحد عادة ذوي مستويات مختلفة من التحديات والقدرات.
وتتراوح أعراض التوحد من الاهتمام المحدود بالمحادثات والاهتمامات المحددة بعناصر معينة، إلى صعوبات في التواصل اللفظي وغير اللفظي .
كما يمكن أن تتفاوت أعراض التوحد بشكل كبير من شخص لآخر، وقد تظهر في سن مبكرة عند الأطفال، ويعتبر التدخل المبكر والدعم العائلي أمرًا هامًا لتحسين نوعية الحياة للأفراد المصابين بالتوحد.
كما أن هناك العديد من البرامج التعليمية والتدريبية التي تهدف إلى تحسين المهارات الاجتماعية والتواصلية والتكيفية لهؤلاء الأفراد، وأحد الجوانب التي قد تُلاحَظ لدى بعض الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد هو أنهم قد يظهرون قدرات استثنائية في مجالات معينة، وذكاء فائق في بعض الحالات.
ويمكن أن يكون للأطفال المصابين بالتوحد ميزات استثنائية في مجالات كثيرة كالذاكرة، حيث يتميزون بذاكرة استثنائية للتفاصيل والمعلومات الدقيقة.
كما أن لديهم قدرة قوية على التركيز العالي والتفرد في اهتماماتهم، إضافة الى القدرات الحسابية والرياضية.
ويتميزون بعض المصابين بهذا الطيف من التوحد المواهب بمهارات فنية مميزة في الرسم أو الموسيقى أو الكتابة.
حيث يُفترَض أن هذه القدرات المميزة قد تكون نتيجة لتفاعل الجينات والعوامل البيئية في النمو والتطور العصبي للأطفال المصابين بالتوحد، ولهذا يُفضل التعامل مع هذه القدرات بإيجابية ودعم تطويرها، مما قد يساعد على تعزيز ثقتهم بأنفسهم ونجاحهم في مجالاتهم الموهوبة.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذه القدرات ليست متوفرة لدى جميع الأطفال المصابيين كما شهدت الأبحاث الحديثة تقدمًا في فهم التوحد وطرق التدخل، يُعتبر التوعية حول هذا الاضطراب أمرًا أساسيًا للتعاطف ودعم  الأفراد المصابين بالتوحد في المجتمع, وعدم إشعارهم بانهم مختلفون عنا.