التوسع العمراني هو عملية تمدد المدن والمناطق السكنية على حساب الأراضي الطبيعية والزراعية.
هذه الظاهرة، التي باتت تتزايد بشكل متسارع في ظل النمو السكاني والتنمية الاقتصادية، تحمل معها تبعات بيئية خطيرة، من أبرزها تدهور الأراضي الزراعية وارتفاع معدلات الاحتباس الحراري.
تُعد الأراضي الزراعية مصدرًا حيويًا لإنتاج الغذاء وتوفير توازن بيئي من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون، إلا أن الزحف العمراني يؤدي إلى إزالة الغطاء النباتي وإحداث تغييرات في استخدام الأراضي، ما يقلل من المساحات الخضراء القادرة على تنقية الهواء وتقليل انبعاثات الكربون.
استبدال الأراضي الزراعية بالبنية التحتية يؤدي إلى تراجع قدرة الدول على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، مما يزيد من الاعتماد على الاستيراد، وتدهور التربة الذي ينتج عن البناء على الأراضي الزراعية مما يؤدي إلى تدمير التربة الخصبة التي استغرقت آلاف السنين لتتشكل.
كما يساهم التوسع العمراني في تعزيز ظاهرة الاحتباس الحراري بعدة طرق ومنها زيادة انبعاثات الكربون، إذ يؤدي إنشاء المباني والبنية التحتية إلى استهلاك كميات كبيرة من الطاقة، مما يزيد من انبعاثات غازات الدفيئة، أيضاً يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة المحلية حيث  تتسبب المدن في ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية، حيث تكون درجات الحرارة أعلى بسبب الأسطح الأسمنتية وقلة الغطاء النباتي، مما يؤدي الى تقليل امتصاص الكربون فالتوسع العمراني يزيل المساحات الزراعية التي تلعب دورًا مهمًا في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يزيد من تراكم الغازات الدفيئة.
 
ماذا يمكننا أن نفعل؟
يجب علينا تعزيز التخطيط العمراني المستدام، إذ يجب أن تُراعى حماية الأراضي الزراعية عند توسيع المدن، أيضاً زيادة التشجير فيمكن تعويض فقدان الغطاء النباتي بزراعة الأشجار في المناطق الحضرية والمحيطة، وإعادة النظر في استخدام الأراضي وتشجيع بناء المدن العمودية وتقليل استهلاك الأراضي الأفقية.
التوسع العمراني هو تحدٍ كبير يواجه المجتمعات المعاصرة، لكن مع التخطيط الجيد واستخدام الأساليب المستدامة، يمكن تقليل تأثيره السلبي على البيئة والمناخ.