أبي يخاطبني قائلاً: يا بني تسريحة الشعر هذه لا تليق بك ولا تليق بنا، لماذا لا تصفف شعرك على نفس طريقتي؟
وأمي تقول لي منتقده: ما هذا البنطال الذي ترتديه؟ منخفض عند الخصر وممزق عند الركبتين ماذا يقول عنا الناس؟
وأخي الكبير يصرخ من بعيد: أليس لديك وقت للدراسة والواجبات؟ ساعات طويلة تقضيها على الهاتف، ماذا يفيدك هذا الجهاز غير مضيعة الوقت وتلف العينين؟
أما جدي فيقول: لا أراك في المسجد هذه الأيام، حينما كنت في سنك كنت أكثر نشاطا في الذهاب إلى المسجد.
ووالداي واخوتي متعلمون ومثقفون ولكنهم يريدونني نسخة عنهم، ولا يعرفون ان زماننا غير زمانهم، وأن حياة هذا الجيل مختلفة عن حياتهم.
أنا أفهم احتجاجاتهم، وانتقاداتهم، وصراخهم احياناً لأنني اعرف أنهم يريدون صلاح حالي ومصلحتي ويتمنون لي مستقبلاً باهراً، ولكن كيف تتوافق مطالبهم وواقع الحياة والمجتمع، والاصدقاء الذين أعيش معهم لساعات طويلة من النهار وشيئاً من الليل؟.
ماذا نفعل بوسائل التكنولوجيا الحديثة التي تملأ البيوت والمحلات والشوارع؟ و ماذا نفعل أمام إنتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تهدأ ليلاً ونهاراً بين المعارف والاصدقاء والأقارب؟.
أنا اعيش حالة صراع لأنني لا أستطيع أن ألبي مطالب أهلي، ولا استطيع أن اخرج من العالم الذي أعيش فيه، وهم يؤمنون أن الخير كله في الماضي، وأنا أؤمن انني اعيش بالحاضر وأنظر للمستقبل، فماذا أفعل؟ .
فكرت كثيراً في حالتي لأنني أحب أهلي وأحترمهم، ولكني ابن العصر الذي أعيش فيه
كنت دائماً أسأل نفسي: لماذا هذا الخلاف بيننا؟ وحاولت ان أتحاور معهم وقلت لهم: اسمعوني، اسمعوا وجهة نظري، أنظروا إلى أبناء الجيران، ما الفرق بيننا؟ كيف أستطيع أن أعيش ماضيكم ولا تعيشون حاضري.
نظر أبي إلي وقال: قم إقرأ دروسك خير من هذه الثرثرة، أما أمي فنظرت إلي وقالت: الله يهديك يا بني؟
الله يهديك..
وتستمر الحياة