في عصرنا الحديث أصبحت الوظائف المكتبية جزءًا أساسياً من حياة الكثيرين، حيث يقضي الموظفون ساعات طويلة أمام شاشات الحاسوب ورغم أن هذا النوع من العمل قد يبدو مريحًا مقارنة بالأعمال البدنية، إلا أن الجلوس لفترات طويلة يحمل مخاطر صحية جسيمة لا يمكن تجاهلها.
وعليه أظهرت دراسات عديدة أن الجلوس المستمر يزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل العمود الفقري وآلام الرقبة والظهر، إضافة إلى ضعف الدورة الدموية الذي قد يؤدي إلى تجلطات خطيرة في الساقين، كما أن قلة الحركة ترتبط بارتفاع فرص الإصابة بالسمنة مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، بل إن بعض الباحثين وصفوا الجلوس الطويل بأنه "التدخين الجديد" نظرًا لتأثيراته السلبية على الصحة العامة.
لكن الخبر الجيد أن هناك حلولًا عملية وبسيطة للتقليل من هذه المخاطر من أبرزها اعتماد قاعدة
"2-8-2" أي الجلوس لمدة 20 دقيقة ثم الوقوف أو التحرك لمدة 8 دقائق وأخيرًا ممارسة نشاط خفيف مثل المشي أو التمدد لمدة دقيقتين، كما يُنصح بإستخدام المكاتب القابلة للتعديل بين الجلوس والوقوف والتي باتت متاحة في العديد من أماكن العمل.
تمارين التمدد البسيطة، مثل تحريك الرقبة والكتفين أو مدّ الساقين، يمكن القيام بها بسهولة في المكتب دون إزعاج وحتى المشي القصير أثناء المكالمات الهاتفية أو صعود الدرج بدلاً من المصعد يشكل فرقًا إيجابيًا على المدى الطويل.
العمل المكتبي لا يجب أن يكون مرادفًا للخمول فببعض التغييرات البسيطة في عاداتنا اليومية، نستطيع حماية أجسامنا والحفاظ على نشاطنا وصحتنا لسنوات أطول.