قال رئيس بلدية طبقة فحل، كثيب الغزاوي، إن البلدية نجحت في إزالة
النظرة النمطية التقليدية اتجاه العمل البلدي والدور الذي تقوم به كمؤسسة لها
قوانينها وأنظمتها، وأن عليها واجبات وحقوق كما على المواطن، وأنها مؤسسة تدار وفق
برامج عمل تهدف إلى الإنجاز والبناء، وليست مراكز توظيف أو جمعيات، وأنها تسعى إلى
جذب الاستثمارات من أجل توفير فرص العمل وتحقيق الطموحات.
وأضاف الغزاوي خلال لقاء حواري أجراه معه فريق العمل الصحفي التابع
لصحيفة زها الإلكترونية في دار البلدية.
يبلغ عدد سكان البلدية 49800 ألف نسمه حسب الإحصاءات العامة، وتبلغ
مساحة الحدود الإدارية للبلدية 62 كيلو متر والمساحة التنظيمية 18 كلم، ونعمل
حاليًا على توسعة الحدود الإدارية، لتصل إلى 82 كلم حتى يستفيد الأهالي من إيجاد
أراضي قابلة للسكن، وهذا ينعكس بالإيجاب على عدم الاعتداء على الأراضي الزراعية،
إضافة إلى إدخال مساحات من الأراضي إلى حدود التنظيم من أجل إيصال الخدمات
الأساسية لها، وهذه التوسعة موزعة على جميع المناطق التي تتبع البلدية.
عوائد البلدية والتي تعد من أهم العوامل التي تمكن البلدية من إدامة
الخدمات وتقديمها بشكل أفضل، يبين الغزاوي "العوائد المالية للبلدية تعتمد
على تأجير المخازن التجارية وتقدر الإيجارات ب 70 ألف دينار سنوي، والإيراد الذي
يعتمد على المواطنين، مثل: رخص المهن والمسققات وعوائد تعبيد وتزفيت، ويبلغ إجمالي
العوائد الذاتية للبلدية 150 الف دينار وتواضع المبلغ ناتج عن ضعف القوة المالية
لدى المواطنين، ونحن نتعاون معهم من خلال تقديم التسهيلات بدفع المستحقات المالية.
الكادر الوظيفي يعد أساس النجاح في أية مؤسسة خاصة المؤسسات التي
تتعامل مع احتياجات المواطن على مدار الساعة، وتميزت بلدية طبقة فحل بإعطاء المرأة
دور قيادي حول ذلك، يقول رئيس البلدية: "لقد أنصفنا المرأة في البلدية وتسلمت
أدوار قيادية، مثل موقع مدير ورئيس قسم كما تسلمت قطاعات مهمة، ولم نميز بذلك بين
المرأة والرجل واعتمدنا الكفاءة كأساس في استلام المهام وتنفيذ الواجبات.
ويوضح الغزاوي إن "سنوات من غياب العمل وفق منهجية
مؤسسية ومتابعة أدى إلى تهالك البنية التحتية  في العديد من مناطق
البلدية، الكلفة لإعادة تأهيل الطرق في كافة مناطق البلدية مرتفعة جدًا، انتهينا
من تنفيذ مشروع تصريف مياه الأمطار وفتح وتعبيد طرق بكلفة 267 الف دينار، لكن
وجهنا العمل للمناطق الأشد تضررًا، ولدينا الدراسات للانتهاء من فتح وتعبيد الطرق
التي تحتاج إلى مخصصات مالية كبيره جدًا، وتتجاوزنسبة الطرق التي تخدم مناطق
البلدية  95.
وأضاف "المشروع التالي بعد الانتهاء من تواجد البسطات داخل
السوق البدء بتأهيل الشارع الرئيسي داخل السوق ومخصصاته متوفرة وقريبًا سيتم طرح
العطاء".
مشاريع رغم التحديات غير المسبوقة من مديونية وانخفاض قيمة العوائد
المالية إلا أن البلدية تعمل على إقامة المشاريع التي تعتمد على ما هو متوفر من
مقومات طبيعية يمكن استثمارها، يقول: رئيس البلدية "حصلنا على قطعة أرض من
سلطة وادي الأردن مساحتها 22 دونم جنوب منطقة المشارع من أجل إنشاء منتجع شبيه
بمنتجع الشونة الشمالية للمياه الساخنة، كون الموقع الذي تم اختياره يوجد فيه بئر
مياه ساخنه تستعمل لغايات العلاج، تم طرح المشروع على المستثمرين لتنفيذه بالشراكة
مع البلدية وأيضا هناك توجه بأن يكون مجلس محافظة إربد "اللامركزية" أحد
الداعمين لهذا المشروع، وفي حال تم المشروع سيكون له عائد إيجابي على المجتمع وما
يوفره من فرص عمل لأبناء المنطقة وتنشيط الحركة السياحية".
سوق الخضار طالما كان حلم مزارعين الأغوار الشمالية منذ العام 2015،
تحول بناء المشروع إلى اطلال وأبنية مهجورة ماهي الأسباب التي أوصلته إلى هذه
الحالة؟ يقول الغزاوي: "هذا السوق هو أكثر ما يؤرقنا نحن وزملائنا في بلدية
شرحبيل بن حسنه كونه مشروع مشترك بين البلديتين، وهو يعد من المشاريع المتعثرة
والتي تبلغ كلفته مليون و250 ألف دينار تم الانتهاء منه سنة 2015، وللاسف لم يشغل
من قبل مستثمر او تجار بيع الخضار وبقي مهجور لغاية اليوم، نقوم حاليًا بالتواصل
مع وزارة الزراعة، بصدد استثمار الموقع من قبل جمعية مزارعين الحمضيات في الأغوار
الشمالية، وسيتم فيه إقامة مصنع لتدريج وتغليف وتبريد الحمضيات، وسيكون مدعوم من
وزارة الزراعة ومن البنك السعودي الإسلامي بكلفة تقديرية 6 مليون دينار، كما قامت
وزارة الطاقة من خلال مشروع الفلس الريفي بدعم الموقع بمحول كهربائي وعدم توفر
الكهرباء كان من الأسباب الرئيسية في عدم الاستثمار به".
وللوقوف على حجم رضى متلقي خدمات البلدية، يقول الغزاوي " لا بد
من الوقوف على مدى رضى متلقي الخدمة من المواطنين على ما تقدمه نقدمه لهم من اجل
إعادة وضع خطط وبرامج تتوافق مع ملاحظاتهم ووضعها ضمن برامج عمل تنعكس إيجابيا على
واقع معيشة المواطن، وللوصل الى ذلك تم تكليف قسم العلاقات العامة بأجراء استقصاء
ميداني للوقوف على حجم الرضى او عدمه".
لكن هناك طرق معبدة بحاجة إلى إعادة تأهيل وسنعمل هنا حسب الإمكانيات
المادية.
قدمت وزارة الإدارة المحلية مشكورة خلال العام 2023 مبلغ مليون و150
ألف دينار، تم تأمين 8 آليات وتنفيذ خلطة اسفلتية وبناء قنوات تصرف مياه
الأمطار".
وحول رده على سؤال عن حجم مديونية البلدية يبين الغزاوي "عند
تسلمنا البلدية بالعام 2022 كانت مديونية البلدية 2.5 مليون دينار، منها قرض من
بنك تنمية المدن والقرى، بقيمة 800 الف دينار، ومليون و700 ألف دينار سحب مكشوف
أيضًا من بنك تنمية المدن، إضافة إلى الفوائد التي تتراكم على هذه المبالغ،
لمواجهة هذه المديونية وضعنا في المجلس البلدي خطة من أجل التخفيف من حجم
المديونية، وخلال سنتين تقلصت المديونية 400 الف دينار، من خلال تخفيض النفقات مع
الالتزام بسداد المديونية، وتبلغ نسبة الرواتب إلى الموازنة 62 وهو رقم متحرك
بمعنى إذا اعدت الموازنة ورفعنا بنودها يرتفع الرقم، وإذا خفضنا النفقات يزيد
الرقم، علمًا بأن حجم الكوادر العاملة في البلدية ضمن الميدان لا يكفي ولدينا نقص
في عدد عمال الوطن والسائقين، أما الكادر الإداري فهو متكامل يغطي احتياجات
البلدية الإدارية.
ولفت رئيس البلدية الغزاوي إلى حاجة البلدية إلى 20 عامل وطن، وعن
سبب عدم تعيينهم "ارتأت وزارة الإدارة المحلية بأن لا يصار إلى فتح شوغر عمال
وطن، والسبب من أجل الحد من النفقات".
 مخصصات البلدية من المحروقات والتي تخصص من قبل الحكومة
للبلديات تراجعت خلال العام 2023 دينار، يوضح رئيس البلدية الأسباب
بأن"مخصصاتنا من بدل المحروقات مليون و400 الف وهذه المخصصات أيضا شملها
التخفيض بعد تخفيض قيمة المبلغ المخصص لوزارة الإدارة المحلية من قبل الحكومة،
والتي تقوم الوزارة بدورها بتوزيعها على البلديات وهذا التخفيض انعكس على جميع
البلديات.
مشكلة الباعة المتجولين والانتشار العشوائي داخل السوق الرئيسي وما
يحدثه من أزمات مرورية وتلوث لبيئة السوق، يجيب الغزاوي حول ذلك "عملنا على
إيجاد بديل لمشكلة البسطات والباعة المتجولين، من خلال بناء هنجر بمساحة 351 متر،
تم استلام الموقع، والان خاطبنا الوزارة من أجل تشجيع وتحفيز أصحاب البسطات
والباعة إلى التوجه إلى الموقع الجديد من خلال اعفائهم من أجرة الستة شهور الأولى
من قيمة الإيجار، إضافة إلى أن أولوية التأجير ستكون للباعة المتواجدين في السوق
حاليا، من أجل المحافظة على حقوقهم، ونهاية الشهر القادم سيكون السوق جاهزًا
لاستقبال تجار البسطات والباعة المتجولين".