لا يمكن إنكار الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في طبيعة المنازل التي نعيش فيها اليوم والبنية التحتية لها،اذ أتاح الانترنت الوصول الى خيارات هائلة من السلع والتجهيزات المنزلية والتي كان من المستحيل الاطلاع عليها والوصول إليها قبل عصر الإنترنت.
ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يمتد إلى إمكانية الاطلاع على آلاف المنازل ومواصفاتها التفصيلية من أجل الحصول على أفضل عروض للمنازل قبل استئجارها أو شرائها، بل إن التكنولوجيا أصبحت تتيح للزبائن بناء منزل الأحلام أيضاً.
تتطلب العملية التقليدية لإيجاد وشراء منزل الكثير من الجهد الشاق، ليس فقط من قبل شركة العقارات ولكن تلك العملية تستهلك الكثير من وقت وجهد المشتري أيضاً، والتي من الممكن أن تستغرق عدة أشهر وبسبب تلك العملية الشاقة يصاب الكثيرون بالتردد، لكن التطورات التكنولوجية المتسارعة بدأت في تغييـر الأمور نحو الأفضل.
وبدلاً من تبديد الوقت في زيارة مختلف الأحياء ومعاينة مختلف المنازل المعروضة للبيع، يمكن الآن للمشتري مشاهدة ذلك ومتابعة الخيارات عبر الإنترنت والتجول في المنازل المعروضة افتراضياً.
ولا تقتصر فوائد ذلك على الزبائن فقط، فهي تتيح للشركات العقارية الاستفادة من الإنترنت لتوسيع مجال نشر عروضهم وتقليل الوقت والجهد المخصص للتسويق.
كما تؤدي التكنولوجيا الحديثة إلى توسيع وتعميق دراسات الأسواق المحلية مما يدفع ذلك وكلاء الشركات العقارية بالنتيجة إلى تطوير منتجاتها للاستجابة وتقديم الخصائص الأفضل التي يطلبها المستهلكون.
كما توفر التكنولوجيا للوكالات والشركات والمطورين العقاريين فرصة معرفة المشتري والمستأجر بدقة كبيرة، الأمر الذي يساعدها في زيادة عوائدها وأرباحها.
ومع ظهور "المنزل الذكي" الذي يتيح للعملاء إمكانية التواصل مع الأجهزة المنزلية ويُتيح أيضا إمكانية التواصل بين مختلف الأجهزة، ظهر هناك تعريف جديد لطريقة عيشنا في المنازل، التي تتطور الآن يوما بعد يوم.
وأصبحت التطورات تمتد من المنازل المستقلة إلى الفنادق وحتى السكن الطلابي، حيث أصبحت تستفيد من القفزات التكنولوجية المتاحة في المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية لجعل الحياة أسهل في جميع أنحاء العالم.
كما تتيح التطبيقات التكنولوجية تسهيل القيام بالكثير من الإجراءات، مثل تسديد الفواتير ودفع الإيجار أو طلب خدمات الصيانة، التي كانت تستهلك الكثير من الجهد والوقت.
كما تساعد بعض التقنيات الجديدة المتقدمة على ضمان السلامة الأمنية داخل المجمعات السكنية والجامعية.
لكن، برغم ذلك هنالك بعض السلبيات الناتجة عن التطورات التكنولوجية الجديدة ففي المناطق المكتظة بالسكان مثل مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، يلقي الكثيرون باللوم على انتشار التكنولوجيا الحديثة في الارتفاع الكبير في أسعار العقارات والإيجارات.
ويبدو من المؤكد أن تحدث المنازل الذكية ثورة عارمة في مستقبل حياتنا، ليس فقط في البلـدان المتقـدمة بل وفي جميـع أنحاء العالم.