من الأردن، بلد الشمس اللي ما بتغيب والجبال اللي بحضن السماء، من أرض البدو والفلاحين، من أرض اسمها محفور بالقلب.
عيد الاستقلال بالنسبة إلى مش بس يوم نحتفل فيه، هو ذكرى بتعيش جواتي بتحكيلي كل سنة إنو إحنا مش أي شعب إحنا شعب صمد وتعب ووقف بكل فخر، وقال: "بدنا نكون أحرار" يوم 25 أيار هو اليوم اللي صار فيه الأردن حر، ورفع راسه وصار له راية وعلم وكرامة ما بتنحني.
كل سنة لما ييجي هاليوم، بحس إني مش بس طفلة، بحس إني قطعة من هالوطن، بروح مع أهلي عالاحتفالات... بشوف الجنود.. بسمع صوت الزغاريد.. وبرقص مع الناس عال دبكة وقلبي بيدق أسرع من العادة، بلبس ثوبي المطرّز وبحط العلم على كتفي وبشوف الفرح بعيون الكبار قبل الصغار.
ستّي دايمًا بتقعد تحكيلي قصص زمان كيف كانت الحياة قبل وكيف كان الاستعمار وكيف الناس ما كانوا يقدروا يحكوا بحرية.
الاستقلال ما إجا بسهولة، الاستقلال إجا من تعب رجال وصبر النساء، ودعوات أمهات وخوف أطفال كانوا يحلموا بوطن آمن، ولما بتكمل الحكي، عيونها بتدمع وأنا بحضنها وبحس إني لازم أكون قد المسؤولية.
أنا يمكن صغيرة، بس بحب الأردن حب كبير، بحب جبال السلط وبحب شوارع عمّان وبحب قهوة الكرك وبحب ريحة الخبز الطابون، بحب أسمع صوت الربابة وأغاني الحصادين وبحب أتابع التلفزيون يوم عيد الاستقلال وأشوف العرض العسكري وأحس بالفخر.
المعلمة بالمدرسة بتحكيلنا دايمًا إنو الوطن مش بس أرض، الوطن هو الناس.. هو المحبة.. هو التعاون.. هو لما نخاف على بعض ونحب بعض، وأنا بقول: الوطن كمان هو التراث.. هو المطرزات اللي بتلبسها ستّي.. هو الحطة اللي بيلفّها جدي عراسه.. هو المنسف اللي بنأكله سوا.. ونقول "صحتين وعافية" من قلبنا.
بمناسبة عيد الاستقلال، بكتب دايمًا خواطر صغيرة، زي "أردني الهوى، وطني الدفا، وحلمي أرفع اسمك عالي يا وطن العزّ والمجد"
وكل يوم بحاول أعمل إشي بسيط لوطني، حتى لو كانت ابتسامة لصديق، أو مساعدة حدا بالصف، لأن الوطن بيكبر لما إحنا نكون أحسن.
أنا أمل، بنت صغيرة، بس بحس إني كبيرة لما أحكي عن الأردن، بوعدك يا وطني إني أدرس، وأتعلّم وأكبر وأخدمك وأرفع راسك وأحكيلك كل سنة.
"كل عام وإنت بخير يا أردن، يا عزّنا، ويا فخرنا، ويا أحلى أرض بالدنيا."