تُعد جلالة الملكة رانيا العبدالله واحدة من أبرز الشخصيات المؤثرة في العالمين العربي والدولي، فمنذ أن أصبحت ملكةً للأردن في عام 1999، وهي تسعى جاهدة لتحقيق رؤيتها في إحداث تغيير إيجابي شامل على المستويات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية.
الملكة رانيا، المعروفة بشغفها العميق بالتنمية المستدامة وحقوق الإنسان، تكرّس جهودها لتحسين جودة الحياة للمواطنين الأردنيين وتعزيز دور المرأة والشباب في المجتمع، فضلًا عن تمثيل قضايا الأردن في المحافل الدولية، عبر مجموعة من المبادرات الرائدة، مثبتة جلالتها بأن القيادة الحقيقية تتجسد في العمل الميداني والاهتمام بالمواطنين، خصوصًا الأكثر حاجة.
ومن أبرز القضايا التي تتبناها الملكة رانيا هي التعليم، حيث تؤمن جلالتها بأن التعليم هو المفتاح لبناء مستقبل أفضل، ليس فقط للأردن بل للعالم بأسر، وقد أسست لهذا الهدف "جائزة الملكة رانيا للتعليم والتنمية" التي تسعى إلى رفع مستوى التعليم في الأردن من خلال تحسين مهارات المعلمين وتطوير المناهج الدراسية، كما تركز المبادرات التعليمية التي تدعمها على التعليم المبكر، إيمانًا منها بأن الاستثمار في الطفولة هو حجر الزاوية للتنمية المستدامة، ولأن جلالتها ترى في التقنية وسيلة لتعزيز فرص التعليم، فقد حرصت على دعم المبادرات الرقمية التي تُيسر عملية التعليم وتُحسّن الوصول إلى المعرفة.
تمكين المرأة نحو مساواة فعلية
إلى جانب التعليم، تُعد الملكة رانيا من أبرز المدافعين عن حقوق المرأة في العالم العربي، فهي تكرس جهودها لتمكين النساء اقتصاديًا واجتماعيًا، وتعمل على زيادة مشاركتهن في سوق العمل والسياسة والمجالات الثقافية، من خلال دعم المشاريع الاقتصادية الصغيرة، وتسعى جلالتها إلى تحسين استقلالية النساء وضمان حياة أفضل لهن، كما أسست العديد من المنظمات غير الحكومية التي تهدف إلى تعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، ما جعلها رمزًا للنضال من أجل حقوق المرأة في المنطقة.
الشباب أمل المستقبل
لا تغيب فئة الشباب عن اهتمامات جلالة الملكة رانيا، إذ تؤمن بأنهم عماد المستقبل ومن هذا المنطلق، أطلقت مبادرات عديدة تهدف إلى تأهيل الشباب الأردني وتطوير مهاراتهم بما يعزز من فرصهم في سوق العمل ويزيد من مساهماتهم في تنمية البلاد، كما تحرص جلالتها على تشجيع روح الابتكار والإبداع بين الشباب، عبر دعم المشاريع الصغيرة والمبادرات الريادية، لتُصبح الأردن مركزًا للإبداع الشبابي في المنطقة.
التنمية الاجتماعية والعمل الخيري
ترى جلالة الملكة رانيا أن التنمية الحقيقية لا تقتصر على التعليم وتمكين المرأة والشباب فحسب، بل تشمل كذلك تعزيز التضامن الاجتماعي ومساعدة الفئات الأكثر ضعفًا، وتعمل الملكة بجد على دعم قضايا إنسانية واجتماعية، خاصة تلك التي تتعلق بالأطفال والمسنين، وتشارك في حملات خيرية تهدف إلى جمع التبرعات وتوفير الدعم للمحتاجين، كما تشجع جلالتها الشباب على الانخراط في العمل التطوعي، معتبرة أن ذلك يُسهم في بناء مجتمع قوي ومتلاحم.
التمثيل الدولي: صوت الأردن في العالم
على الساحة الدولية، تُمثل الملكة رانيا صوت الأردن في المحافل العالمية، وتُسلط الضوء على القضايا الرئيسية مثل التعليم وحقوق المرأة والشباب، حضورها في المؤتمرات والفعاليات الدولية لا يقتصر على تمثيل الأردن فحسب، بل يمتد ليكون منصةً للدفاع عن قضايا التنمية المستدامة وحقوق الإنسان من خلال نشاطها الدولي، نجحت جلالتها في تعزيز مكانة الأردن عالميًا وجعلها طرفًا فعالًا في حوارات التنمية.
الثقافة والفنون وتعزيز الهوية الوطنية
تُولي الملكة رانيا أهمية كبيرة للثقافة والفنون، باعتبارها عنصرًا أساسيًا في تعزيز الهوية الوطنية، وقد دعمت العديد من المبادرات الثقافية والفنية التي تُسهم في إبراز التراث الأردني وتشجيع الإبداع، من خلال رعاية المهرجانات والمعارض الفنية، تعمل جلالتها على دعم الفنانين المحليين وإثراء المشهد الثقافي في المملكة.
الابتكار الرقمي: تمكين التعليم والتنمية
تتبنى الملكة رانيا التكنولوجيا كوسيلة لتحقيق التنمية والتغيير الإيجابي، تسعى جلالتها إلى تعزيز استخدام التقنية في مجالات التعليم والتنمية، وقد دعمت العديد من المبادرات الرقمية التي تهدف إلى تسهيل الوصول إلى المعلومات وتوفير أدوات تعليمية مبتكرة، من خلال هذه الجهود، تعمل على مواجهة التحديات التي يعاني منها المجتمع عبر حلول مبتكرة تعتمد على التكنولوجيا.
فمن خلال جهودها المتواصلة في مجالات التعليم، تمكين المرأة والشباب، وتعزيز التنمية الاجتماعية، استطاعت جلالة الملكة رانيا العبدالله أن تكون رمزًا للتغيير الإيجابي والقيادة الحكيمة في الأردن والعالم، رؤيتها لبناء مجتمع مستدام وعادل يمثل نموذجًا يُحتذى به في العمل الخيري والإنساني، مما جعلها مصدر إلهام للملايين ورمزًا للأمل والتحول الإيجابي في الأردن وخارجه.