تعتبر النواعير على نهر العاصي في مدينة حماة السورية رمزاً لتاريخ طويل من الابتكار في استغلال الموارد الطبيعية لسد الاحتياجات الأساسية للإنسان، خاصة في مجال الري، هذه الآلات المائية الخشبية، التي تدور بالقوة المائية، تظل شاهداً حياً على عبقرية الإنسان في التعامل مع تحديات بيئية وجغرافية منذ أكثر من ألفي عام.
تصميم عبقري لرفع المياه..
النواعير هي آلات خشبية مزودة بدلاء أو صناديق تدور بفعل قوة المياه الجارية في النهر، وظيفتها الرئيسية هي رفع الماء من النهر إلى مستوى أعلى، لتوزيعه عبر قنوات وقناطر لسقي الأراضي الزراعية والبساتين، تدور الناعورة دورة كاملة كل عشرين ثانية، ترفع خلالها حوالي 2400 لتر من الماء. هذا النظام البسيط والفعال كان حلاً مبتكراً لمشكلة انخفاض مجرى نهر العاصي في منطقة حماة.
أهمية النواعير الاقتصادية والتاريخية..
على مر العصور، لعبت النواعير دوراً محورياً في الاقتصاد الزراعي لمدينة حماة. خلال العصور الإسلامية الوسطى، كانت وسيلة رئيسية للري، مما ساعد على نهوض الزراعة مبكراً في المنطقة، رغم أن التقدم التكنولوجي في وسائل الري الحديثة قلل من أهميتها الاقتصادية اليوم، إلا أن النواعير ما زالت تحتفظ بمكانة خاصة في قلوب أهل حماة وزوارها.
وجهة سياحية وتاريخية..
تعتبر نواعير حماة اليوم من أهم المعالم السياحية في سوريا. تجذب هذه الهياكل الخشبية الفريدة الأفواج السياحية والطلابية بشكل مستمر، حيث يأتون لرؤية هذا الإنجاز الهندسي الفريد والتعرف على دوره التاريخي في ري الأراضي. أطلق على نواعير حماة لقب "أروع نواعير بنيت على الإطلاق"، ويظل جمال المدينة مرتبطاً بشكل وثيق بوجود هذه النواعير فيها.
رحلة عبر الزمن..
إن زيارة نواعير مدينة حماة تمثل تجربة فريدة تأخذك في رحلة عبر الزمن. ستتاح للزوار فرصة لرؤية كيفية استغلال المياه بطرق ذكية وبسيطة، والتمتع بجمال المدينة الذي ينبع جزء كبير منه من هذه النواعير التاريخية. لذا، فإن محطة نواعير حماة ستكون واحدة من أجمل محطاتكم السياحية، حيث يتلاقى الجمال الطبيعي مع الإبداع الإنساني في أروع صوره.