بعيدًا عن الشركات الكبرى ومراكز التسوق الحديثة، بدأ جيل جديد من الشباب الأردنيين بتحويل أدواتهم البسيطة وكاميرات هواتفهم المحمولة إلى وسيلة رزق وإبداع، فظهر ما يُعرف اليوم بـ"الحرفي الرقمي" وهم صنّاع مهارات يدوية يوثقون أعمالهم ويقدمونها للعالم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
في أزقة وسط البلد وداخل المخيمات والمناطق الشعبية، بات بالإمكان مشاهدة شباب يصنعون القهوة العربية، أو ينقشون النحاس، أو يُصلحون الأحذية، وكل ذلك من خلال عدسة الهاتف المحمول.
يعتمد الحرفيون الرقميون على هواتفهم لتوثيق أعمالهم، ويستخدمون برامج مونتاج بسيطة لعرضها بطريقة جذابة، واللافت أن بعضهم بدأ يقدّم دورات تدريبية مدفوعة، أو يتلقى طلبات من خارج الأردن، ما جعلهم يحققون دخلاً يفوق دخل بعض الوظائف الرسمية.
خبراء اقتصاديون أكدو أن هذه الظاهرة تعكس تحولًا حقيقيًا في فهم الاقتصاد المحلي، وأن الشباب اليوم لا ينتظرون الوظيفة، بل يصنعون عملهم بأيديهم، وينشرونه بشغف على الإنترنت، مؤكدين بأن هذه المهارات تستحق الدعم والرعاية.
ورغم النمو السريع لهذه الظاهرة، إلا أن الكثير من الحرفيين الرقميين لا يحظون بأي دعم حكومي أو تدريبي، مما يجعلهم عرضة للتقليد أو التهميش.