كانت رحلتي إلى مهرجان جرش للثقافة والفنون من أجمل التجارب التي عشتها مؤخرًا منذ اللحظة التي وصلنا فيها إلى مدينة جرش القديمة شعرت وكأنني أدخل عالمًا مختلفًا؛ عالمًا مليئًا بالتاريخ والفن والناس الذين يجتمعون من كل مكان ليحتفلوا بجمال الثقافة.
لكن هذه المرة، مشاركتي لم تكن كزائرة أو متفرجة فقط بل كنت جزءًا من الحدث نفسه، شاركت في الكورال الذي سيقدم عرضًا على أحد المسارح التاريخية وكان ذلك شعورًا لا يوصف.
منذ بداية التدريبات شعرت بالحماس والتوتر في آنٍ واحد كنا نتدرب يوميًا نضبط النغمات نتمرن على التناغم ونتعلم كيف نغني بانسجام كصوت واحد وأكثر ما أسعدني هو أننا قدمنا أغاني شعبية من تراثنا مثل "يا ظريف الطول" و"الدحية" كانت كلمات هذه الأغاني قريبة من القلب وألحانها مؤثرة والجمهور كان يرددها معنا ويصفق بحماس.
حين صعدنا على المسرح أمام آلاف الحضور شعرت بدقات قلبي تتسارع ولكن ما إن بدأنا الغناء حتى غمرني الاندماج الكامل مع الموسيقى ومع أصواتنا ومع اللحظة ذاتها كان تفاعل الجمهور مذهلًا وتصفيقهم بعد كل أغنية منحنا شعورًا عميقًا بأن كل تعبنا لم يذهب سُدى.
كان المهرجان بأكمله لوحة فنية نابضة بالحياة، مليئة بالعروض الموسيقية والمسرحية والمعارض والمأكولات الشعبية من مختلف مناطق الأردن.
رحلتي إلى مهرجان جرش لم تكن مجرد تجربة فنية بل كانت لحظة نضج وتعلّم واكتساب ثقة بالنفس أدركت خلالها أن الفن ليس مجرد صوت أو لحن بل هو رسالة تربط الناس من خلفيات متعددة.
أستطيع أن أقول بثقة: جرش لم تكن مجرد مدينة زرناها، بل كانت مسرحًا لحلم تحقق.