بدأت الشمس تغرب، مشعة بأشعتها الذهبية على شوارع مدينة سانت بطرسبرغ، كنت في طريقي إلى روسيا البلد الذي طالمًا تمنيت زيارته أحد المغامرين المتحمسين، كان يجذبني سحر ثقافته الغنية وتاريخه العريق الذي يحيط بهذا البلد الواسع.
بدأت تجربتي في مطار بولكوفو، حيث شعرت بدفء الضيافة الروسية فور وصولي، توجهت بعدها إلى فندقي في قلب المدينة بعد أن وضعت حقائبي، قررت الخروج لاستكشاف معالم المدينة، كانت شوارع سانت بطرسبرغ تنبض بالحياة، مليئة بالفنانين وعشاق الثقافة، زرت شارع نيفسكي، الذي يُعتبر الشريان الرئيسي للمدينة، كانت حماستي تتزايد مع استكشافي للمتاجر والمقاهي، واستمتاعي بمشاهدة العمارة الرائعة التي تعكس تاريخ المدينة الغني.
في صباح اليوم التالي، قررت الذهاب إلى متحف الإرميتاج، الذي يُعتبر من أكبر المتاحف الفنية على الصعيد العالمي، عند دخولي القصر، شعرت وكأنني انتقلت إلى زمن مختلف كانت اللوحات الفنية، بدءًا من أعمال رامبرانت وانتهاءً ببيكاسو، تتألق على الجدران، قضيت ساعات في استكشاف الغرف الفسيحة، وقد أدهشني جمال الفن وتاريخ الحضارة.
بعد يوم حافل بالثقافة، قررت الذهاب إلى كنيسة المخلص على الدم، تتميز بألوانها الزاهية وقبابها الذهبية، وتعتبر إحدى أبرز المعالم في سانت بطرسبرغ، رؤية الفسيفساء الرائعة التي تزين الجدران كان أمرًا مدهشًا، حيث شعرت بعظمة الروحانية للمكان.
لم تكن رحلتي إلى روسيا مكتملة دون زيارة موسكو، فانطلقت عن طريق القطار السريع، وفي غضون ساعات قليلة، وصلت إلى قلب العاصمة، كانت الساحة الحمراء في انتظاري، محاطة بالكرملين وكاتدرائية سانت باسيل، التي تبدو وكأنها جزء من قصة خيالية، في أثناء تجوالي، استمتعت بمشاهدة الحشود من السياح والسكان المحليين، وشاركت في أجواء المدينة المليئة بالحيوية.
استمتعت بتذوق الأطباق الروسية التقليدية مثل البليمني والباراتشيكي في مطعم محلي، كانت النكهات غنية، وتحمل تاريخًا عميقًا، مما أتاح لي فرصة الشعور بعمق ثقافة الأطعمة الروسية.
ولأختبر جمال الطبيعة، قمت برحلة إلى بحيرة بايكال، التي تُعتبر أعمق بحيرة في العالم، استمتعت بمشاهدة المناظر الطبيعية الجميلة، وقمت بجولة مشي طويلة حول البحيرة، كانت الأجواء هناك هادئة ورائعة، وكل لحظة قضيتها كانت تجربة لا تُنسى.
عند انتهاء رحلتي، أدركت أن روسيا ليست مجرد وجهة سياحية، بل هي تجربة فريدة لا تُنسى كل مدينة، وكل معلم، وكل تجربة مررت بها تركت أثرًا عميقًا في قلبي تتميز روسيا بجمعها بين التاريخ والثقافة والطبيعة، مما جعلني أعود إلى وطني محملًا بذكريات رائعة ورغبة قوية في العودة مجددًا، كانت هذه الرحلة بداية لقصص جديدة ومغامرات قادمة، حيث تنتظرني أماكن جديدة لاستكشافها.