يقوم الكثير منا
بالتحدث مع أنفسهم، ويديرون حوارًا كاملًا داخل عقولهم، ومن الممكن أن يقوم البعض
بوضع سيناريو كامل لموقف ما
في حياتهم داخل عقولهم، وبالتالي يبدأ الشخص بالتفكير حول كيفية التعامل مع هذا
الموقف وكيف سينتهي الأمر بهم.
لا شك بأن هذا الأمر
يعد طبيعيًا في معظم الأحوال، ولكن وفي بعض الحالات يمكن أن يدل ذلك على إصابة
الفرد بظاهرة نفسية تسمى
(متلازمة جوسكا) وتعرف متلازمة جوسكا أو ما تعرف باسم الحديث الذاتي بعاطفة تتسبب
بقيام الفرد بالحديث مع نفسه
ومناقشة حوار طويل وكامل قد يكون بصوت عال ومسموع أو بصمت بحوار داخل العقل.
عادة تعد عاطفة جوسكا
أمرًا طبيعيًا، والذي يحدث بشكل شائع في الحياة اليومية، لكن في بعض الحالات ستشكل
هذه العاطفة اضطرابًا نفسيًا يمكن أن يؤثر سلبًا على حياة الفرد، وبالتالي ستتطلب العلاج من أجل التخلص
منها. 
إذ من الممكن أن يصبح تفكير
الفرد سلبيًَا بتخيلهم أسوأ السيناريوهات الممكنة، مما يزيد قلقهم بشأن المستقبل،
والخوف من أحداث لن تحصل بعد، ومن
الممكن أن لا تحصل أبدًا.
ومن أعراض متلازمة
جوسكا هو التحدث الذاتي، ولكن ليس المؤشر الوحيد على الإصابة بمتلازمة جوسكا، بل
هناك أعراض أخرى، وهي عدم
القدرة على التركيز وتشتت الانتباه، صعوبة اتخاذ القرارات، وقد يحدث ضعف في الذاكرة، والقلق،
والارتباك، وعدم القدرة على الاندماج بالجو الأسري والعائلة والاعتزال التام عنها،
كما يصبح المصاب يكره المناسبات
والتجمعات العائلية بشكل مبالغ والتوهم بالحديث مع أشخاص لا وجود لهم.
لا يزال سبب متلازمة
جوسكا غير معروف، لكنهم لاحظوا أن هناك عوامل مشتركة بين معظم المرضى الذين
يعانون من متلازمة جوسكا
وأهمها وجود تاريخ عائلي مع متلازمة جوسكا، والتعرض لبعض العوامل البيئة الضارة
للجسم، مثل تلوث الهواء، والتعرض
للصدمات النفسية، واضطراب وظائف الدماغ.
متلازمة جوسكا ليس لها
علاج، ولكن هناك خيارات علاجية يقترحها الطبيب النفسي على المريض، لتقليل الأعراض لديه وتحسين حياته،
منها صرف الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، والعلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد على تطوير مهارات التأقلم
مع الأعراض، وتقنيات الاسترخاء إذ تساهم تمارين التأمل، مثل اليوجا والتنفس
العميق، في
إدارة التوتر والقلق.
يمكن أن تفيد عاطفة
جوسكا في تجنب وقوع الفرد بأي أخطاء، والحصول على أفضل نتيجة لأي حدث أو موقف مهم في حياة الشخص، كما
يمكن أن تجعل من الفرد شخصًا قادرًا على الاستجابة فورًا لأي موقف يمكن أن يتعرض له
مستقبلًا، فإن تفكير الفرد في كيفية الإجابة عن سؤال معين أو كيفية التعامل مع
موقف يمكن أن يتعرض له مستقبلًا يساهم في بناء درع يحميه وتساعده على تخطي أي
مخاطر أو موقف حرج من الممكن أن يتعرض له.