نعيش اليوم في عالم رقمي مفتوح لا يعرف الحدود ولا يعترف بالفواصل الزمنية، وأصبحت التكنولوجيا الحديثة القوة الكبرى التي تعيد رسم ملامح الحياة وتحدد إتجاهات المستقبل ولم يعد بإمكان أي فرد أو مؤسسة أو دولة تجاهل تأثير التكنولوجيا في مختلف جوانب الحياة سواءا الإقتصادية والإجتماعية والتعليمية والصحية.
ومع بزوغ ثورة المعلومات و الإتصالات تغيرت أساليب العمل والتعلم والتواصل وأصبح الوصول إلى المعلومة أسرع وأسهل من أي وقت مضى فالهاتف الذكي الذي نحمله في جيوبنا اليوم أقوى من الحواسيب التي استخدمت في أولى الرحلات إلى القمر والذكاء الإصطناعي بات قادراً على أداء مهام معقدة كانت في الماضي تتطلب سنوات من الخبرة البشرية.
كما أن الروبوتات والأنظمة الذكية بدأت تدخل في قطاعات حيوية مثل الطب والتعليم والصناعة لتقدم حلولاً أكثر دقة وكفاءة ومع كل هذه الإنجازات تظهر تحديات أخلاقية ومخاوف مشروعة تتعلق بالخصوصية والسيطرة على البيانات، وفقدان الوظائف التقليدية مما يستدعي توازناً دقيقاً بين الإستفادة من التقنية وضبطها ضمن إطار من القيم والضوابط الأخلاقية.
ومن هنا فإن الإستثمار في التعليم الرقمي وتنمية المهارات التكنولوجية لدى الأجيال الجديدة لم يعد ترفاً بل أصبح ضرورة لمواكبة هذا العصر المتغير ويجب أن تتحول التكنولوجيا من مجرد أدوات استهلاك إلى وسيلة للإبداع والإبتكار والإنتاج بما يضمن بناء اقتصاد معرفي قادر على المنافسة وتحقيق الرفاهية والعدالة في آن واحد.