عندما أفكّر في اللغة العربية لا أراها مجرد كلماتٍ تُكتب أو تُقال بل أراها مثل البحر واسعٌ، وعميق، ومليء بالأسرار كلّما تعلّمت منها شيئًا جديدًا، شعرت أنني غُصتُ أكثر، وأنّ ما لم أكتشفه بعد أكبر بكثير مما أعرفه.
اللغة العربية ليست كأيّ لغة هي لغة القرآن الكريم ولغة الشعر ولغة الأجداد الذين تحدّثوا بها بفخر وبلاغة أحيانًا أقرأ بيتًا من الشعر أو آية من القرآن فأشعر أن الكلمات تُضيء داخلي وكأنّها لا تخاطب لساني فقط بل قلبي أيضًا.
ما يُدهشني في لغتي أنّ لكلّ كلمةٍ طعمًا، ولكلّ حرفٍ نغمة أستمتع حين أكتب بها لأنني أشعر أنني أرسم لوحة لكن بحروفٍ بدلًا من الألوان أحيانًا أكتب جملة بسيطة ثم أعيد قراءتها فأكتشف أنها تحمل أكثر من معنى وأكثر من إحساس.
ورغم أنّ بعض الناس يقولون إنّ العربية صعبة فإنني أرى أنها ليست صعبة بل تحتاج إلى من يُحبّها ويقترب منها بلطف وصبر هي كالصديق الوفيّ إذا فهمته كشف لك عن كنوزه وإذا أهملته صار غريبًا عنك.
أحبّ العربية لأنها لغتي ولأنها تُشبهني فيها القوة، وفيها الرقة، فيها الوضوح، وفيها الغموض الجميل عندما أكتب بها أشعر أنني أعبّر عن نفسي كما أنا بلا نقص ولا تزوير.
أتمنّى أن أراها دائمًا حيّة في كتبنا ومدارسنا وشوارعنا وقلوبنا لأنها ليست مجرد وسيلة للكلام بل هي هُويّة وتاريخ وروح.
وهكذا... هذه هي اللغة العربية كما أراها: قلبٌ ينبض بالحياة، وصوتٌ لا يموت