يُعتبر
الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري واحدًا من أبرز الشعراء العرب في القرن
العشرين، وقد أُطلق عليه لقب "شاعر العراق"، وُلد في 26 يوليو 1899 في
مدينة النجف، حيث نشأ في بيئة ثقافية غنية بالتراث الأدبي والديني يتميز شعر الجواهري
بجمال اللغة وعمق المعاني، وقد ترك بصمة لا تُنسى في عالم الشعر العربي.
بدأ
الجواهري مسيرته الأدبية في سن مبكرة، حيث كتب قصائده الأولى في مرحلة الشباب، وانتقل
إلى بغداد حيث تعرّف على الكثير من الأدباء والشعراء، مما أثرى تجربته الشعرية،
عرف الجواهري بتناوله لمواضيع سياسية واجتماعية، حيث عكس في شعره آلام الشعب
العراقي ومعاناته، كما عُرف بتعبيره عن القضايا الوطنية والقومية.
على
الرغم من أن الجواهري تأثر بالأدب العربي القديم، إلا أنه نجح في تطوير أسلوبه
الخاص، حيث مزج بين الأشكال التقليدية والتجديد في شعره، وكتب في العديد من
الأغراض الشعرية، بما في ذلك المدح والرثاء والوصف، وبرزت قصائده في توظيف الرموز
والمعاني العميقة.
ومن
بين أعمال الجواهري الشهيرة تأتي قصيدة "الخيبة" التي تعتبر من أبرز
تجسيدات معاناته كعراقي عاش في ظروف صعبة، كما أن ديوانه "ديوان
الجواهري" يحتوي على مجموعة من القصائد التي تتناول مواضيع متعددة، مثل: الحب،
والوطن، والحرية.
أسلوب
الجواهري في الكتابة يمتاز بالبلاغة والعاطفة، حيث يعبّر عن مشاعر عميقة بأسلوب
مميز يجذب القارئ، لا تزال أشعاره تُدرس وتُقرأ في المدارس والجامعات، وتُعدُّ
مرجعًا مهمًا في الأدب العربي.
ترك
الجواهري تأثيرًا كبيرًا على الأجيال اللاحقة من الشعراء، حيث أصبح نموذجًا يُحتذى
به في الشعر العربي، وحصل على عدة جوائز وتكريمات، وبرزت شعرياته في المحافل
الأدبية والثقافية، حيث عُرف بشجاعته في التعبير عن آرائه السياسية والاجتماعية.
على
الرغم من الظروف الصعبة التي عاشها، بما في ذلك المنفى والتهجير، ظل الجواهري
متمسكًا بقيمه الوطنية ومحبته لوطنه العراق، توفي في 27 يوليو 1997 في العاصمة
السورية دمشق، إلا أن إرثه الشعري لا يزال حيًا في ذاكرة الأدب العربي.
يُعتبر
محمد مهدي الجواهري رمزًا للشعر العربي الحديث، فقد تمكن من تجسيد مشاعر الشعب
العراقي وآماله وأحزانه في قصائد عاطفية عميقة، ويبقى الجواهري مثالًا للموهبة
والإبداع، وشعره سيظل يتردد صداه في أذهان الأجيال القادمة.